السيسي في السعودية: زيارة استراتيجية تحمل دلالات سياسية واقتصادية بارزة

زيارة السيسي إلى السعودية تعكس وحدة المواقف مع أزمة إسرائيل

أوضح الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية تأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث تعكس التضامن والتنسيق بين مصر والسعودية تجاه الأزمة الراهنة، في ضوء التصعيد الأخير من الجانب الإسرائيلي وما يترتب عليه من تأثيرات على الأمن القومي العربي.

انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي

في لقائه مع الإعلامية لبنى عسل في برنامج “الحياة اليوم” على قناة الحياة، أكد فارس أن البيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية كان واضحًا وحاسمًا في توضيح ممارسات إسرائيل التي اعتبرها انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي وتهديدًا حقيقيًا للسلم والأمن الدوليين. وأشار إلى أن مصر تتبنى سياسة تصعيدية تجاه إسرائيل بغية وقف محاولاتها المتواصلة لإفشال أي جهود تهدف إلى التهدئة. ولفت فارس إلى أن الزيارة تعكس التنسيق المكثف بين مصر والسعودية، حيث تسعى الدولتان للضغط على الإدارة الأمريكية، التي تُعتبر الطرف الوحيد القادر على إلزام إسرائيل بوقف العمليات العسكرية في غزة. وذكر أن استمرار الأعمال الإسرائيلية من شأنه أن يُفضي إلى تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها.

رفض الاقتراحات والمخططات الإسرائيلية

وأشار الدكتور فارس إلى أن رفض إسرائيل للمقترحات المطروحة، رغم تطابقها مع المبادرات المصرية والقطرية، يدل على نواياها في تقويض أي مسار تفاوضي، ويدلل على رغبتها في إعادة احتلال قطاع غزة وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية. وشدد على أن إسرائيل تعتمد بشكل كامل على الدعم الأمريكي سياسيًا وعسكريًا وماليًا. وأكد أن الحرب الحالية قد كلفت إسرائيل خسائر كبيرة تجاوزت 67 مليار دولار، إضافة إلى تراجع الروح المعنوية داخل المجتمع الإسرائيلي ونزوح عدد كبير من المستوطنين.

مصر ترفض تهجير الفلسطينيين

أكد فارس أن مصر تتمسك بموقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن القاهرة تواصلت مع الدول التي ذُكرت في تقارير إسرائيلية بشأن استقبال الفلسطينيين، وجميع تلك الدول نفت أي مشاركة في ترتيبات من هذا القبيل. ووصف ما يحدث في غزة والضفة الغربية بأنه يمثل محاولة إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية وفرض واقع جديد، في الوقت الذي تزداد فيه الدعوات الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما تسعى إسرائيل لعرقلته من خلال الإبقاء على سيطرتها العسكرية في القطاع وتكثيف الاستيطان في الضفة الغربية.