السعودية تبدأ بتطبيق حالات التصالح في الجنح وفق مشروع قانون الإجراءات الجنائية

حالات التصالح في الجنح وفق مشروع قانون الإجراءات الجنائية

حدد مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد الحالات التي يُسمح فيها للمتهم بالتصالح في المخالفات والجنح التي لا تستوجب العقوبة بالحبس أو التي يُعاقَب عليها بعقوبة بديلة. يُسمح للمتهم بالتصالح في القضايا التي لا يُعاقَب عليها وجوبًا إلا بالغرامة أو التي يُعاقَب فيها جوازيًا بالحبس لمدة لا تتجاوز 6 أشهر. يتضمن القانون آلية واضحة لتسهيل التصالح، حيث يُمكن لمحرر المحضر أو النيابة العامة، حسب الأحوال، عرض فرصة التصالح على المتهم.

تسعى هذه التعديلات إلى تحقيق العدالة الجنائية من خلال تخفيف العبء على النظام القضائي، مع توفير خيارات قانونية أكثر سهولة للمتهمين. يعد التصالح وسيلة فعالة لعلاج بعض أنواع المخالفات والجنح، مما يتيح للمتهمين فرصة لتفادي العقوبات السالبة للحرية في حالات معينة. كما يشجع هذا الإجراء على تسوية النزاعات بشكل ودي، مما يسهم في تعزيز السلم الاجتماعي.

إجراءات التصالح في الجرائم البسيطة

بالإضافة إلى ذلك، يشمل قانون الإجراءات الجنائية الجديد مجموعة من الضوابط والمعايير التي يجب على الأطراف الالتزام بها عند إبرام اتفاق التصالح. يتعين الاستعانة بالأدلة والمستندات التي تثبت صلة المتهم بالمخالفة محل التصالح، مما يساعد في تقليل حالات النزاع المحتملة. كما يُلزم المشروع الجهات المعنية بتقديم كل الدعم والمعلومات اللازمة لضمان تنفيذ إجراءات التصالح بشكل شفاف وعادل.

من الجدير بالذكر أن التصالح لا يُعتبر طعناً في مبدأ العقوبة، بل هو خيار يعزز من حقوق المتهمين ويدعم فكرة إعادة دمجهم في المجتمع دون تعرضهم للعقوبات القاسية. يستهدف القانون بهذا التوجه تقليل القضايا المتراكمة في المحاكم، وتحقيق سرعة البت في الدعاوى وإعادة توجيه الموارد القضائية نحو حالات أكثر تعقيدًا.

في الختام، يُعد مشروع قانون الإجراءات الجنائية بشأن حالات التصالح خطوة إيجابية نحو تعديلات تواكب التطورات الاجتماعية والقانونية، مما يُساهم في تحسين المناخ القانوني وتعزيز ثقافة التصالح في المجتمع.