“رحيل شيخ القضاء: لحظة فارقة في تاريخ العدالة” – صحيفة خبر عاجل

الشيخ أحمد بن محمد بشير المعافا: رمز من رموز جازان

الشيخ العلامة قاضي التمييز أحمد بن محمد بشير المعافا يمثل علامة بارزة من علامات جازان في مجالات العلم، القضاء، والخطابة. كان شخصية محورية تميزت بالتوازن بين العلم والعمل، والأخلاق، والدعوة إلى الإصلاح. أثبت جدارته في محاكم القضاء ومنابر الخطب وحلقات العلم، حيث نال أعلى المراتب القضائية وأرقى المواقع الاجتماعية. تواضعه وخلقه الكريم جعلا منه شخصية محبوبة بين الجميع، ولم يكن أحد يتمنى إلا الخير له. وترك وفاة الشيخ في 18 من شهر فبراير عام 1447 هـ أثرًا عميقًا في نفوس من عرفوه، فكان والدعاء له بالرحمة والمغفرة في قلوب الجميع.

القاضي الفاضل بشير المعافا: رمز العطاء والإصلاح

الشيخ أحمد لم يكن إلا نموذجًا لأحمد قومه، وكان بشير الخير والفخر للعائلة. جُبل على العزم والصبر، وحقق خطوات متقدمة في مسيرته القضائية، مشهود له بالكفاءة والنزاهة. انحدر من أسرة معروفة، حيث انطلقت عطاءاته من عترة الحسَني، التي تميزت بمحامد الأخلاق والفضائل. شرف انتمائه وأصله ولم الشمل جعل منه مؤثرًا في محيطه. برز بشغفه في طلب العلم وابتكاره في مجالات الشريعة والقضاء، حيث تعلم على أيدي شيوخ أفاضل وواصل مسيرته في نشر العلم والمعرفة. كانت حياته مليئة بالإنجازات والإسهامات التي تساهم في تطوير المجتمع، مما جعله ينفرد بخصوصية ورؤية واضحة.

استمر في العمل بكل جهد وثبات، وكان منارة للعلم ومصدر إلهام للعديد من الطلاب والمشايخ. حظي بمحبة واحترام الجميع، وكان يشكل نموذجًا للتوازن بين الواجبات العلمية والدعوية. حياته كانت مليئة بالحكمة والتعقل، إذ سعَى دائمًا إلى الإصلاح والعدل في القضايا. سعت خطبه إلى توجيه الناس وإرشادهم نحو الحق، مما جعله معلمًا للأجيال وعلامة غير قابلة للنسيان. وعاش في حياته متواضعًا ولم ينتظر الشكر من أحد، بل كان يستمد قوته من إيمانه بواجبه تجاه المجتمع.

مع رحيله، ترك فراغًا يصعب ملؤه، وكان من الأثر الكبير الذي خلفته وفاته أنه اجتمع الجميع على ذكر محاسنه ومميزاته. حضرته الفجيعة، وأحزنت القلوب برحيله، حيث خيم الحزن على منطقة جازان بالكامل. وفي نهاية المطاف، نُقيماً دعاءً بأن يكون مثواه الجنة، ونسأل الله أن يرزق أهله الصبر والسلوان. إن السيناريو الذي عاشه الشيخ أحمد ينم عن قدرة عظيمة على التخطيط والعطاء، وكان خير نموذج للمسلم الذي يبني مستقبله وحياته بالعلم والعمل والاجتهاد.