قدم الملازم الطيار فهاد بن فالح المصارير الدوسري مثالًا نادرًا على الشجاعة والتضحية عندما ضحى بحياته في عام 2012 من أجل إنقاذ سكان مدينة الخبر، وذلك بعد أن واجهت طائرته من نوع F‑15 عطلًا مفاجئًا.
الملازم الطيار فهاد المصارير ضحى بحياته لإنقاذ سكان الخبر
على الرغم من إمكانية استخدام زر النجاة لإنقاذ نفسه، إلا أن حسه الإنساني دفعه لتوجيه الطائرة نحو البحر، ما حال دون وقوع كارثة على المدنيين، مما جعله رمزًا للشرف والإخلاص في خدمة وطنه.
في ديسمبر 2012، وخلال مهمة تدريبية ليلية في المنطقة الشرقية، واجه الطيار عطلًا فنيًا حادًا في الطائرة المقاتلة، مما أدى إلى فشل أحد الأنظمة الأساسية. وعندما طلب منه الضغط على زر النجاة ليحمي نفسه، رفض بشكل قاطع قائلاً: “تحتي بشر وين تبيني أرميها”، مؤكدًا اختياره للحفاظ على أرواح سكان الخبر على حساب حياته.
تجري تفاصيل الحادثة في سياق مهمة تدريبية، مما عزز من ثقل مواقفه البطولية وأثرها الإنساني داخل المجتمع. وقد تمكنت فرق البحث والتحقيق من استعادة حطام الطائرة من قاع مياه الخليج العربي بعد عمليات معقدة استمرت ساعات طويلة حتى وصلوا إلى عمق يزيد عن مائة متر.
وقد تم التأكيد على استشهاد هذا الطيار البطل، حيث وصف بأنه تجسيد للتفاني والإخلاص في العمل، وقد شيعه زملاؤه من قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية في الظهران، معبرين عن حزنهم العميق لما قدمه من تضحية عظيمة. إن فقدانه قد جعل من جثمانه عنوانًا للشرف والولاء، خاصة وأنه قد فارق الحياة أثناء أداء واجبه بأعلى درجات العز.
عبّر ذوو الشهيد عن فخرهم واعتزازهم بما فعله، مؤكدين أنه توفي وهو يكرس نفسه لخدمة الدين والملك والوطن. وقد تواصلت الدعوات له بالرحمة والذكر الطيب، لتبقى ذكراه كنبراس يُلهم الأجيال في الوسطين العسكري والمجتمعي.
قصة شجاعة وإخلاص
إن تصرف الملازم فهاد المصارير يعكس قيم إنسانية راسخة، حيث اعتبر نفسه بطلًا عند وضعه أمن المدنيين فوق كل اعتبار. وبالتالي، بقي اسمه مرتبطًا بذكريات بطولات القوات الجوية الملكية السعودية، ليُسجل في تاريخها كرمز للإخلاص والتفاني. تبرز قصته أهمية الالتزام والواجب، وتدعو الجميع لتقدير من يضحون بأرواحهم لحماية حياة الآخرين.
تعليقات