قرار لبنان اليوم: السيادة الوطنية والتوازن الإقليمي
أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في حديثه مع «الشرق الأوسط» أن لبنان أصبح قادراً على اتخاذ قراراته بشكل مستقل دون أي تدخل خارجي. وقال إن القرارات المتعلقة بمصير البلاد تتخذ الآن في بيروت، في مجلس الوزراء، وليس في أي مكان آخر، مشدداً على أنه لا يُفرض على لبنان أي توجيهات من طهران أو واشنطن. وأوضح أن زمن الحديث عن السيطرة الإيرانية على أربع عواصم عربية قد انتهى، مما يعكس تحولاً في المشهد الإقليمي.
وأشار سلام إلى أن مسألة الحرب والسلم أصبحت من اختصاص الدولة اللبنانية وحدها، مما يوضح عدم قدرة «حزب الله» على التحكم في هذه القرارات. حتى مع اعترافه بحق أنصار الحزب في التظاهر ضد قيود الحكومة على السلاح، أصر على أن يتجنب المتظاهرون إغلاق الطرقات الرئيسية، بما في ذلك التهديد بقطع طريق مطار بيروت.
استعداد لبناني جديد للعلاقات مع سوريا
تحدث سلام عن لقائه مع الرئيس السوري، أحمد الشرع، في دمشق، حيث عبر عن استعداد لبنان لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع سوريا، قائمة على الاحترام المتبادل وعبر عدم تدخل أي طرف في شئون الآخر. وناقش مواضيع تتعلق باتفاقات قديمة فرضت على لبنان أثناء فترة الوجود السوري، مؤكدًا أنها بحاجة إلى مراجعة شاملة.
علاوة على ذلك، أشار إلى أن المملكة العربية السعودية تلعب دورًا كبيرًا في السياسة العربية والإسلامية والدولية، وأن لبنان حريص على تعزيز علاقته مع المملكة. وأعرب عن أمله في أن يتمكن لبنان قريباً من رفع حظر سفر الرعايا السعوديين إلى البلاد، مما من شأنه أن يعزز التبادلات السياحية والاقتصادية بين البلدين.
هذا التصريح يأتي في وقت تُعتبر فيه العلاقات الإقليمية ملحة، حيث يسعى الوزراء اللبنانيون لبناء علاقات منفتحة مع الدول العربية والإسلامية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية. آمال لبنان في الدعم السعودي تعكس تطلعات البلاد نحو استقرار أكبر وتحسين الظروف الاقتصادية التي تأثرت بفعل العديد من التحديات الداخلية والخارجية.
بذلك، يعبر رئيس الوزراء اللبناني عن رؤية واضحة لمستقبل سياسي واقتصادي مختلف للبنان، مشيرًا إلى ضرورة الاستقلال الوطني وتعزيز الهوية اللبنانية بعيدًا عن التأثيرات الخارجية.
تعليقات