جريدة الرياض تكشف: تراجع حاد في أسعار عقارات «الخير» بالرياض بنسبة تتجاوز 65%

تصحيح واسع يعكس تغيرات جذرية في سوق العقارات بالرياض

شهدت الأسواق العقارية في الرياض تقلبات شديدة، حيث فاجأت بيانات مؤشر البورصة أمس بفقدان الأسعار بشكل غير مسبوق. الانخفاض الذي تجاوز 65% ينذر بتغيير جذري في الوضع العقاري في “حي الخير”، الأمر الذي يعكس رد فعل السوق على القرارات التنظيمية الجديدة. هذا التصحيح لم يكن محدودًا بل أعطى إشارة واضحة تتعلق بنمط التحولات الحالية.

انخفاضات مفاجئة تعكس تصحيحًا غير معتاد

سجلت أسعار المتر المربع في “حي الخير” انخفاضات ملحوظة في فترة زمنية قصيرة، حيث أظهرت أربع صفقات موثقة أن الأسعار انخفضت بشكل حاد. على سبيل المثال، سجلت صفقة عند 1,284.05 ريال للمتر المربع، ثم انخفض السعر خلال وقت قصير إلى 1,131.88 ريال، ما يعكس حالة من تراجع الطلب والقلق بين المستثمرين.

الأسعار انخفضت بشكل جذري خلال أقل من ساعة، ما يدل على استجابة سريعة لتحولات السوق. فبينما كانت الأسعار في تصاعد مستمر، كشف هذا التغير عن تعقيدات الوضع الحالي، مما استدعى مراجعة الكثير من التوقعات المتعلقة بمدى استقرار السوق. كما برزت صفقات أخرى بأسعار أدنى، وهو ما يعزز الرؤى بأن الاتجاه العام يسير نحو تصحيح لا محيد عنه.

المحللون يرون أن هذه الانخفاضات قد ترتبط بتغييرات تنظيمية كبرى طرحتها الحكومة، تهدف إلى زيادة المعروض من الأراضي وتيسير فرص التملك للمواطنين. الجهود الكبيرة التي تبذلها القيادة في فتح هذه الأراضي تلقي بظلالها على المناخ الاستثماري، مما يثير مشاعر الاختلاف بين المضاربين والمستثمرين الحقيقيين.

يقترح المراقبون أن حي “الخير” كان نقطة جذب للمستثمرين سابقًا نتيجة للارتفاعات في الأسعار، لكن مع التسهيلات الجديدة، بدأت بعض التوجهات تتغير. القيم العالية التي كانت سائدة قد تكون في تجاذب مع واقع جديد يفرضه العرض المتزايد، مما سيؤثر على الوجهة الاستثمارية لكثير من الأحياء في شمال الرياض.

يُعتبر التصحيح الجاري تأكيدًا على الحاجة إلى توازن جديد في السوق، خاصة في ضوء نظم التقييم المعتمدة على المعطيات الأساسية. يُتوقع أن يشهد السوق تحولاً نحو مناطق سكنية تتميز بالإمدادات المستدامة والمشاريع المستقبلية، والتي تركز على تلبية احتياجات المواطنين بعيدًا عن المضاربات المفرطة.

تحليل الصفقات الحديثة يشير إلى ضرورة متابعة حركة السوق اليومية، حيث أن هذه التغيرات السريعة قد تعكس تحولًا أعمق في الاتجاهات السعرية. كما أن المراقبين يتفقون على أن الخطوات الأخيرة ستؤدي إلى إعادة تقييم أسعار الأراضي بما يتلاءم مع الجهود الحكومية الرامية إلى ضبط الأسعار والمساهمة في تحقيق رؤية 2030.

الأشهر القادمة من المتوقع أن تشهد استقرارًا نسبيًا في الأسعار، وبداية لنمط أكثر توازنًا، مما يعزز من فرص توفير بيئة سكنية مناسبة للمواطنين. يبدو أن تصحيح الأسعار الحالي هو خطوة هامة لإعادة التنظيم وترتيب الأولويات في سوق الإسكان، على أمل أن يكون ذلك جزءاً من رؤية أوسع لمستقبل عقاري أفضل.