المطورون العقاريون في الإمارات يعتزمون تعزيز الأرباح من خلال استراتيجيات جديدة

الطفرة العقارية في الإمارات

في دولة اشتهرت بتحويل الصحراء إلى ناطحات سحاب، تتولى الشركات المطورة بنفسها عملية التشييد في سياق جهودها لتعزيز قطاع العقارات وزيادة التدفقات النقدية. فقد أقدمت العديد من أبرز شركات التطوير العقاري في الإمارات على تأسيس شركات مقاولات تابعة، بعد فترة طويلة من الاعتماد على مقاولين خارجيين. الهدف من ذلك هو تعزيز السيطرة على مواعيد التشييد والتكاليف ومعايير الجودة، مما سيمكنها، في النهاية، من الحصول على حصة أكبر من الأرباح.

تصاعد تطوير المشاريع العقارية

وفي إشارة غير معلنة إلى هذا الاتجاه، كشف متحدث باسم شركة “إعمار” العقارية، التي قامت بتشييد برج خليفة، أنها أنشأت شركة “ركن ميراج” كوحدة ضمن عملياتها. وبهذا، تنضم “إعمار” إلى مجموعة من شركات التطوير الأخرى مثل “سمانا” و”إلينغتون” و”عزيزي”، التي أسست جميعها شركات مقاولات داخلية خلال العامين الماضيين. وفي إطار هذه التحركات، أفادت شركة “أراد” للتطوير العقاري أنها استحوذت على جزء من شركة مقاولات أسترالية، وتخطط لدمجها في عملياتها داخل الإمارات بحلول عام 2027.

تشير البيانات المتعلقة بالقطاع إلى أن مشروعات العقارات شهدت زيادة ملحوظة تصل إلى 83% في عام 2024. وقد صرح عمران فاروق، الرئيس التنفيذي لشركة “سمانا”، بأن الشركة كانت تنوي في البداية تخصيص 20% من مشاريعها لذراعها الجديدة التي أطلقتها في سبتمبر. وأوضح أن ما بين 80% و90% من المشاريع الجديدة تُنفذ داخلياً.

من جهة أخرى، أكد محمد العبار، المؤسس والعضو المنتدب لشركة “إعمار”، أن الشركة تمزج بين النهجين حيث تقوم ذراعها الداخلية “ركن ميراج” بتنفيذ بعض المشاريع السكنية، لكنها ستستمر في الاستعانة بمصادر خارجية لتنفيذ مشاريع أخرى. ويعكس هذا الاتجاه العام في السوق العقارية في الإمارات الاستجابة للطلب المتزايد وأهمية تحقيق أقصى قدرة على السيطرة والربحية في ظل النمو السريع الذي يشهده القطاع العقاري.