مصر تحقق إنجازًا تاريخيًا بتخزين الطاقة عبر البطاريات لأول مرة

يشهد العالم تغيرات اقتصادية وبيئية متسارعة تُبرز أهمية التمويل المستدام كمكون أساسي في الأسواق العالمية، حيث أصبح جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيات الشركات الاستثمارية وليس مجرد قرار أخلاقي.

استثمار واعٍ للمستقبل

يعتبر التمويل المستدام عملية دمج الاعتبارات البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) في القرارات الاستثمارية، مما يُعزز من فرص الاستثمار المستدام في المشاريع الاقتصادية المعتمدة على الاستدامة. ومع زيادة المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي، بات تجاهل معايير الاستدامة يمثل خطأ استراتيجياً يقلل من فرص الشركات والمستثمرين في تحقيق النجاح.

في هذا السياق، أشار محمد الفراج، الرئيس الأول لإدارة الأصول في «أرباح كابيتال»، إلى أن التمويل المستدام لم يعد خياراً يعتمد على الدعم الأخلاقي أو الحكومي، بل أصبح أداة استثمارية فاعلة تساهم في تعزيز الربحية على المدى البعيد. كما أكد أن الشركات التي تعتنق ممارسات الاستدامة تتمتع باستقرار أكبر وتحقق عوائد اقتصادية عالية.

أظهرت الدراسات أن الشركات التي تدمج معايير الاستدامة تجذب المواهب وتتحكم في تكاليف التشغيل بفضل كفاءة استخدام الموارد. الجدير بالذكر أن أدوات التمويل المستدام، مثل السندات الخضراء، قد مُنيت بأداء أفضل مقارنة بالأدوات التقليدية، وأظهرت قدرة على التكيف في الأزمات الاقتصادية، مما يعزز إدارة المخاطر من قبل الشركات المستدامة.

تساهم الاستثمارات المستدامة أيضاً في حماية الشركات من التشريعات البيئية المتزايدة، مما يقلل احتمالية التعرض للغرامات، ويعزز من مرونة الشركات أمام صدمات السوق. وعلى الرغم من أن التكاليف الأولية للانتقال إلى ممارسات مستدامة قد تشكل تحدياً في البداية، إلا أنها تُعد بمثابة استثمار استراتيجي يدعم النجاح في المستقبل.

في الختام، يعتبر التمويل المستدام تحولاً جوهرياً في فلسفة الاستثمار، حيث يعيد تعريف العلاقة بين الربح والمسؤولية، مما يسهم في بناء ثروة قائمة على أسس مستقرة amid a changing global landscape.

أما في السياق الاقتصادي الأوسع، فقد أكد الدكتور حسين العطاس، المستشار المالي والاقتصادي، أن التمويل المستدام أصبح نهجاً استثمارياً معتمداً، حيث أثبتت الشركات التي تتبع معايير الاستدامة تفوقاً في الأداء المالي واستقرار أقل في المخاطر. ومع زيادة الوعي البيئي، أصبح لديهم دور vital في التمكين المؤسسي والاجتماعي.

أوضح العطاس أن الاستثمار المستدام يعزز من قدرة الشركات على الامتثال للتشريعات مبكراً، ويُحقق لها سمعة قوية في السوق، وهذا يؤدي إلى ولاء أكبر من العملاء والمستثمرين. كما يشمل الاستثمار المستدام أيضاً الابتكار والكفاءة، مما يوفر تكاليف تشغيلية أقل ويحسّن من القدرة التنافسية.

في النهاية، يعتبر التمويل المستدام شرطاً أساسياً لتحقيق الربحية في الأسواق، وأي تجاهل لهذه المعايير يُعتبر بمثابة حديث عن أخطار مستقبلية والتخلف في المنافسة.