احتجاج العراق على تصريحات السفير البريطاني بشأن الحشد الشعبي
احتجت وزارة الخارجية العراقية بشكل رسمي اليوم (الأحد) على التصريحات التي أدلى بها السفير البريطاني عرفان صديق حول “الحشد الشعبي”. وقد عبّر العراق عن استيائه الشديد إزاء هذه التصريحات، مؤكداً أنها تتعارض مع الأعراف الدبلوماسية وتشكل تدخلاً في الشؤون الداخلية للبلاد. وفي اجتماع عُقد بمقر الوزارة بحضور السفير البريطاني، عبّر وكيل الوزارة للشؤون الثنائية، السفير محمد حسين بحر العلوم، عن قلق الحكومة العراقية العميق، مشيراً إلى أن هذا السلوك يتنافى مع أحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، التي تلزم الدبلوماسيين باحترام قوانين الدولة المضيفة وعدم الانخراط في شؤونها الداخلية.
استياء الحكومة العراقية من التصريحات
دعت الحكومة العراقية سفير المملكة المتحدة إلى الامتناع عن إصدار أي تصريحات أو القيام بأنشطة من هذا القبيل، مع التأكيد على أهمية التصرف بما يعزز العلاقات الودية بين البلدين. كما أكدت وزارة الخارجية في بيانها على ضرورة الالتزام بالتواصل الدبلوماسي البناء، والتمسك بمبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وفي هذا السياق، كان السفير البريطاني قد ذكر في لقاء تلفزيوني، يوم الجمعة، أن الحاجة إلى الحشد الشعبي في العراق قد انتهت. وفي هذا الإطار، دعا رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، خلال تجمع عشائري يوم أمس (السبت)، العشائر إلى دعم سلطة القانون والقضاء العراقي، موضحاً أنه لا مبرر لوجود أي سلاح خارج المؤسسات الحكومية. وأشار السوداني إلى أن العراق يواجه تحديات داخلية وخارجية متعددة، وأن مفاهيم حصر السلاح بيد الدولة، وسلطة القانون، ومكافحة الفساد، هي مبادئ تتبناها المرجعية والفعاليات المجتمعية والشعبية، وضرورة عدم التساهل في تطبيقها.
كما أكد السوداني أن الحكومة تعمل على إنهاء وجود التحالف الدولي لمحاربة داعش بعد انتفاء الحاجة إليه. وشدد على ضرورة أن يسهم المجتمع، وخاصة العشائر العراقية، في صياغة الحياة السياسية وإنهاء المعاناة، مع التأكيد على الدور الذي يمكن أن تلعبه العشائر في التصدي للنزاعات والمظاهر السلبية مثل المخدرات. وفي ختام حديثه، أشار إلى أهمية تعزيز العلاقات العراقية مع دول المنطقة والعالم، وعدم السماح للعراق بأن يصبح في عزلة.
تعليقات