ارتفاع أسعار النفط يعزز تسارع نمو الإنتاج الصناعي في السعودية

نمو الإنتاج الصناعي في السعودية يصل إلى 7.9% في يونيو 2025

شهدت المملكة العربية السعودية نمواً بارزاً في الإنتاج الصناعي، إذ بلغت النسبة 7.9% في يونيو 2025، وهو الارتفاع الأكثر تميزاً منذ بدء استخدام الطريقة الجديدة في قياس المؤشر في عام 2024، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء. وقد ساهمت جميع مكونات المؤشر بصورة إيجابية في تعزيز هذا الأداء، حيث ارتفعت الأنشطة النفطية بنسبة 7.7%، والتي تشكل نحو 75% من وزن المؤشر، بينما حققت الأنشطة غير النفطية زيادة بلغت 8.6%، مما يعكس دورها الفعّال في المؤشر.

ارتفاع النشاط الصناعي

تعكس هذه الزيادة الكبيرة في الإنتاج الصناعي تحولات ملحوظة في سوق الطاقة، حيث قامت مجموعة “أوبك+” خلال الربع الثاني من العام الحالي بتحديد زيادات كبيرة في معدلات الإنتاج، متجاوزة الخطط الأصلية المقررة التي كانت تنص على زيادة بمقدار 137 ألف برميل يومياً، إذ ارتفعت الزيادة إلى 411 ألف برميل يومياً في شهري مايو ويونيو. وشهدت بداية أغسطس إعلان التحالف عن إنهاء التخفيضات الطوعية التي التزمت بها ثماني دول منذ عام 2023، مع تحديد زيادة في الإنتاج بمقدار 547 ألف برميل يومياً اعتباراً من سبتمبر، في إطار استراتيجيات تهدف إلى استعادة الحصة السوقية وتحقيق التوازن الصحيح بين العرض والطلب العالمي.

وفي هذا السياق، قامت السعودية برفع أسعار شحنات النفط الخام إلى آسيا للشهر الثاني على التوالي، ما يعكس ثقتها في استمرار الطلب القوي. ووفقاً لأسعار “أرامكو السعودية”، تم تحديد علاوة الخام العربي الخفيف لشحنات سبتمبر إلى آسيا بمقدار 3.20 دولار للبرميل، ويعكس هذا زيادة قدرها دولار واحد مقارنة بالشهر السابق، متجاوزاً توقعات السوق التي كانت تتوقع زيادة تقدر بنحو 90 سنتاً.

تتوقع “أرامكو” أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في النصف الثاني من عام 2025 بأكثر من مليوني برميل يومياً مقارنة بالنصف الأول، وذلك بسبب عوامل موسمية ستؤدي إلى زيادة الاستهلاك بمعدل 2% في المتوسط، كما أشار الرئيس ومدير العمليات أمين الناصر. يمثل هذا التفاؤل حول القدرة الإنتاجية والنمو في الطلب على النفط دليلاً إضافياً على استعداد المملكة لاستغلال الفرص المتاحة في الأسواق العالمية.