تداعيات الأزمة الإنسانية في السودان
تواجه الأوضاع الإنسانية في السودان تدهورًا متزايدًا، حيث وصفت الأمم المتحدة الوضع الراهن في مدينة الفاشر بأنه “مأساوي”، إذ تعاني المدينة من حصار خانق ونقص شديد في الموارد الأساسية. وفي كلمتها، أشارت إديم وسورنو، مديرة العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إلى أن المنظمة الدولية تنتظر الموافقة من قوات الدعم السريع لدخول المساعدات، بعد أن حصلت على ضمانات من الجيش السوداني لتسهيل وصولها. وأكدت أن العاصمة الخرطوم أصبحت “مدينة أشباح” بسبب المواجهات المسلحة المستمرة.
أبعاد الأزمة الغذائية المتزايدة
وحذرت الأمم المتحدة من تفاقم أزمة الغذاء المتزايدة في العاصمة الخرطوم، حيث يعاني الأطفال من سوء تغذية حاد، وتكون حالتهم الصحية تدهورت إلى حد “الجلد على عظم”. وكشف المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي عن تلاشي قدرة المواطنين على الصمود بعد أكثر من عامين من الصراع المستمر، مما يهدد حياة العديد منهم في حالة عدم توافر المساعدات العاجلة والمستدامة.
تجدر الإشارة إلى أن النزاع المسلح في السودان، الذي بدأ في منتصف أبريل 2023، أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد الملايين، حيث يواجه حوالي 25 مليون شخص انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي. ويشير برنامج الأغذية العالمي إلى أن نحو 40% من الأطفال دون خامسة سنوات في الفاشر يعانون من سوء تغذية حاد، بما في ذلك 11% يعانون من نقص شديد في التغذية.
إن الوضع الراهن يتطلب تحركًا عاجلاً وإجراءات فورية لتخفيف المعاناة الإنسانية وتقليل معدلات السوء التغذية بين الأطفال في السودان. فبينما يستمر الصراع وتأزم الأوضاع، يبقى الأمل في أن تتمكن الجهود الدولية والمحلية من تحقيق الاستقرار وتوفير المساعدات الضرورية للمتضررين.
تعليقات