أسواق الذهب العالمية تشهد تقلبات كبيرة
شهدت أسواق الذهب العالمية في بداية تداولات الجمعة حالة من الاضطراب، حيث اتسعت الفجوة بين أسعار العقود المستقبلية في نيويورك والأسعار الفورية في لندن لتتجاوز 100 دولار، مما أثار موجة من المضاربات. وقد دفعت هذه التحركات عقود تسليم ديسمبر، الأكثر نشاطًا، لتصل إلى 3534.2 دولار للأوقية، وهو مستوى قياسي لم يتم تحقيقه من قبل.
التغيرات في الرسوم الجمركية
تأتي هذه التغيرات الحادة في الأسعار في ظل تقرير يفيد بفرض رسوم جمركية على واردات الولايات المتحدة من سبائك الذهب، التي تعد من المواد الأساسية لتسوية معظم العقود المتداولة في نيويورك. يتزامن هذا مع ارتفاع احتياطيات الذهب في الولايات المتحدة خلال الربع الأول، حيث تتصدر البلاد قائمة أكبر الدول حيازةً للذهب عالميًا باحتياطي بلغ 8133 طنًا، ما يشكل حوالي 77.6% من إجمالي احتياطاتها. وفي هذا السياق، تلتها كل من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا كأهم الدول في هذا المجال.
كما أن الأصول العالمية تحت إدارة صناديق الذهب قد شهدت ارتفاعًا بنسبة 1% في يوليو، لتصل إلى 386 مليار دولار، وهو مستوى قياسي جديد. في الوقت نفسه، ارتفعت الحيازات الإجمالية بمقدار 23 طنًا لتصل إلى 3639 طنًا، مما يُعد أعلى مستوى شهري منذ أغسطس 2022. ورغم أن الطلب الإجمالي على الذهب في الولايات المتحدة قد تراجع بنسبة 34% على أساس فصلي ليصل إلى 124 طنًا في الربع الثاني، إلا أنه شهد ارتفاعًا سنويًا بنسبة 110% نتيجة قوة تدفقات الاستثمار في صناديق الذهب المتداولة.
من جهة أخرى، تمكّنت صناديق الذهب في أمريكا الشمالية من جذب استثمارات بقيمة 1.4 مليار دولار في يوليو، مما ساهم في إجمالي صافي الاستثمارات منذ بداية العام، وهو ما يضعها على مسار لتحقيق ثاني أفضل أداء سنوي لها على الإطلاق.
أما في أوروبا وآسيا، فقد سجلت الصناديق الأوروبية تدفقات إيجابية للشهر الثالث على التوالي، حيث استقطبت استثمارات بقيمة 1.8 مليار دولار في يوليو، بينما كانت التدفقات الآسيوية مزدهرة، مدفوعةً بمنطقة اليابان والهند.
في سياق آخر، ارتفع متوسط أحجام التداول اليومية في سوق الذهب العالمي خلال يوليو ليصل إلى 297 مليار دولار، بزيادة قدرها 2.3% على أساس شهري. كما زاد صافي مراكز الشراء في عقود الذهب الآجلة ببورصة شيكاغو بنسبة 12%، ليصل إلى 676 طنًا.
في الربع الأول، احتلت السعودية مركز الريادة كأكبر الدول العربية حيازة للذهب، مسجلة 323 طنًا، تلتها لبنان والجزائر وليبيا ومصر. ومع بروز توقعات بإمكانية رفع المعروض من الذهب في السوق، شهد الطلب العالمي تراجعًا يوميًا ملحوظًا، رغم أن النمو السنوي لا يزال إيجابيًا.
تعليقات