9/8/2025–|آخر تحديث: 22:19 (توقيت مكة)
السياحة السعودية في إثيوبيا
على منحدر ترابي تكتنفه الخُضرة، ركض ثلاثة سياح سعوديين على الخيول متجهين صوب بحيرة “ونجي” التي تستلقي بهدوء في قاع الوادي، بينما أخرج أحدهم هاتفه وبدأ في نقل مشاهد الطبيعة إلى متابعيه، في مشهد غير مألوف في هذه البلدة الواقعة جنوب إثيوبيا.
الإقبال المتزايد على إثيوبيا
يقول أحد السكان المحليين إن الأطفال كانوا يتجمهرون حول السياح عند مرورهم في بادئ الأمر، حيث بدا المنظر غريبا على البلدة. لكنه أشار في حديثه للجزيرة نت إلى أنه مع تكرار الزيارات وتزايد أعداد الزوار، أصبح الأمر مألوفا، نتيجة التدفق غير المسبوق للسياح السعوديين إلى المنطقة.
غير بعيد عن بلدة “ونجي”، أصبح منظر السياح السعوديين وهم يعبرون جسرًا خشبيًا شُيّد فوق نهر موسمي في منطقة “بولي بلبلا” شمال أديس أبابا مألوفًا، بينما اختار آخرون الجلوس بأعداد كبيرة في مقاهي شارع بولي الحيوي وسط العاصمة، مما يُجسّد تنامي حضورهم في البلاد.

وعلى الرغم من أن إثيوبيا لم تكن ضمن الوجهات السياحية التقليدية للسعوديين، إلا أنها شهدت في الآونة الأخيرة إقبالاً ملحوظاً من قبل الزوار السعوديين.
فقد امتلأت منصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك” و”سناب شات” و”إنستغرام” بمئات المقاطع والصور التي يوثق فيها السياح السعوديون تفاصيل رحلاتهم، معبرين عن دهشتهم من الطبيعة والأجواء الخلابة.
يقول خليل عرب، مؤثر سعودي، إن السبب وراء هذا التدفق يعود إلى الدور الذي لعبه المؤثرون في استكشاف إثيوبيا وتشجيع مواطنيهم على زيارتها.
وأوضح أنه بفضل الصور والمقاطع التي نشرها المؤثرون، اكتشف السعوديون الطبيعة الساحرة، وخاصة أن معظمهم يأتون من مناطق ذات مناخ حار، مما يجعلهم يقدّرون الخُضرة والأمطار والطقس البارد الذي يميز إثيوبيا.

وأضاف خليل أن كل مؤثر سعودي زار إثيوبيا لم يكن بمفرده، بل رافقه الآلاف من متابعيه افتراضياً، مما خلق حالة من “التجربة المسبقة”، بحيث لم يعد السائح السعودي يسافر إلى المجهول، بل إلى أماكن زارها أصدقاؤه.
وأشار إلى أن هذا ساهم في تشكيل انطباع بأن إثيوبيا بلد يستحق الزيارة، وهو ما تعزز من خلال ما نقله المؤثرون عن السكان وتعاملهم العفوي مع السياح.
من جانبها، قالت لينا محمد، مديرة مكتب للسفر والسياحة، إن التدفق غير المسبوق للسياح السعوديين يعود إلى عدة عوامل، أهمها تحسين نظام التأشيرات، حيث يمكن للسعوديين الحصول عليها عند الوصول.
كما ساهمت زيادة عدد الرحلات المباشرة بين السعودية وإثيوبيا، حيث تُسيّر ثلاث رحلات يومياً، في توفير خيارات متعددة للسفر.

وأوضحت لينا أن إثيوبيا شهدت تحسينات ملحوظة في البنية التحتية السياحية، مما ساهم في تقديم تجربة سياحية متنوعة.
وأضافت أن قرب إثيوبيا جغرافياً وثقافياً من السعودية، بالإضافة إلى الأسعار المناسبة، عزّز من جاذبيتها لدى السياح السعوديين.
تجدر الإشارة إلى أن تقرير الحكومة الذي قدمه رئيس الوزراء آبي أحمد أمام البرلمان، كشف أن أكثر من 1.5 مليون شخص زاروا وجهات سياحية في العاصمة، محققين إيرادات تجاوزت نصف مليار بر إثيوبي. كما أظهر التقرير أن قطاع السياحة شهد نمواً بنسبة 40% خلال العامين الماضيين.
تعليقات