67 % من المطورين يرون أن الأدوات المفتوحة تعزز رضاهم في بيئة العمل
تسعى دولة الإمارات إلى أن تكون مركزًا عالميًا رائدًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت نموذجاً متقدماً باسم «فالكون» للاستخدام العام دون أي رسوم أو قيود. تأتي هذه الخطوة في وقت تتبنى فيه شركات مثل «أوبن إيه آي» و«جوجل» نماذج مغلقة تتطلب اشتراكات مرتفعة. تم تطوير نموذج «فالكون» بواسطة معهد الابتكار التكنولوجي التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة في أبوظبي، ويسمح للاستخدام والتعديل وحتى البيع مجانًا ضمن حدود محددة من الأخلاقيات والقوانين، وفقًا لتقرير من موقع «ريست أوف وورلد».
57 % من المؤسسات تؤكد أن الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر أقل تكلفة
تم توفير نموذج «فالكون» بعدة نسخ، بما في ذلك نسخة متخصصة في اللغة العربية وأخرى تركز على كفاءة استخدام الطاقة. ويظهر هذا الاتجاه في وقت تتنافس فيه الدول للسيطرة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي تعتبر بمثابة “النفط الجديد”. على خلاف النماذج الغربية التي قد تتطلب اشتراكات باهظة، يوفر «فالكون» نموذجاً مفتوحاً يعكس تحولاً استراتيجياً في استخدام العائدات النفطية لبناء قوة رقمية عالمية.
تُعتبر هذه المبادرة خطوة إماراتية تهدف إلى تعزيز مكانتها بين القوى التكنولوجية العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. على الرغم من أن شركات مثل «ميتا» قد أطلقت نماذج مفتوحة، فإن هذه النماذج غالباً ما تتضمن قيوداً تجارية لا توجد في «فالكون». وفقًا لاستطلاع أجرته شركة ماكنزي، يعتقد 60 % من المؤسسات أن استخدام الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر أقل تكلفة، بينما ي认为 أكثر من 80 % من المطورين أن هذه المهارات ضرورية لمستقبلهم المهني.
يشير الاستطلاع إلى أن ثلثي المطورين (67 %) يرون أن الأدوات المفتوحة تُعد أكثر إرضاءً في بيئة العمل. كما يُطلب من مستخدمي «فالكون» الالتزام بذكر المصدر واتباع المعايير الأخلاقية والقانونية. يحتفظ معهد الابتكار التكنولوجي بحق تعديل شروط الاستخدام أو فرض ضوابط إضافية في حال ظهور مخاوف تتعلق بالسلامة.
يجذب «فالكون» اهتماماً متزايداً من حكومات ومؤسسات تعليمية وتجارية في مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية، بسبب قدرته على التكيف مع اللغات المحلية والسياقات الثقافية المتنوعة. وبالمقابل، يشير خبراء إلى أن النماذج الصينية مثل تلك المطورة من قبل «علي بابا» و«بايدو» تعاني من تشتت وغياب التوجيه الواضح للمستخدمين الدوليين، على عكس «فالكون»، الذي يتميز بتصميم موحد ووثائق واضحة.
يعتبر ليفينت إرجين، كبير استراتيجيي الذكاء الاصطناعي والاستدامة في شركة «إنفورماتيكا» الأمريكية، أن استراتيجية الإمارات تمثل رؤية جريئة حيث تركز على إتاحة الوصول العالمي ودعم اللغات المتنوعة بدلاً من فرض نماذج لغوية محددة. في الوقت نفسه، يلاحظ بيتر بوغ-جونز، مدير البيانات الإقليمي في شركة «كونفلونت» الأمريكية، أن السوق يشهد تحولاً نحو خدمات تكنولوجيا أكثر تحكمًا محلياً، مدفوعاً بالاعتبارات السياسية والرغبة في السيادة الرقمية.
رغم هذه التحديات، تخطط 76 % من الشركات، وفقاً لبيانات ماكنزي، لتوسيع استخدامها للذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، مما يتيح فرصًا جديدة لدول مثل الإمارات لاقتناص هذه الفرص. كما يعمل المعهد الآن على تطوير نسخة جديدة من «فالكون» تدمج تقنيات متعددة لتحسين الأداء وتقليل استهلاك الطاقة، بالإضافة إلى تعزيز قدراته في فهم الصور والنصوص.
تعليقات