تأتي هذه الدراسة نتيجة جهود تعاونية بين المنتدى المالي الدولي (IFF) ومجموعة المعرفة العميقة (DKG). حيث تم تأسيس المنتدى كمنظمة غير حكومية وغير ربحية في أكتوبر 2003 من قبل دول مجموعة العشرين والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. أما مجموعة المعرفة العميقة، فهي مركز أبحاث عالمي رائد متخصص في أبحاث الذكاء الاصطناعي والابتكار، مع تركيزها على تعزيز التقدم في التكنولوجيا والرعاية الصحية وغيرها من القطاعات الإستراتيجية.
حقق قطاع التعليم أيضًا إنجازات ملحوظة، حيث دخلت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST) قائمة أفضل 150 جامعة عالميًا في إعداد وتأهيل مواهب الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها الجامعة الأعلى تصنيفًا في منطقة الشرق الأوسط. يعكس هذا النجاح الجهود المستمرة للمملكة لدعم موقعها الريادي في هذا المجال. وقد استثمرت المملكة نحو 20 مليار دولار في شراكات مع جامعات مرموقة مثل جامعة ستانفورد لتأسيس جامعة الملك عبدالله، والتي تضم أحد أبرز مختبرات بحوث الذكاء الاصطناعي في العالم. كما تهدف برامج مثل “10 آلاف مبرمج” إلى تدريب الشباب السعودي على أحدث المهارات في هذا المجال.
في إطار رؤية المملكة 2030، يُعتبر الذكاء الاصطناعي من الركائز الأساسية للتحول الاقتصادي الوطني. تسعى المملكة للاستثمار بقيمة 20 مليار دولار وخلق 200 ألف وظيفة عالية التقنية بهدف أن تُصنف كواحدة من أفضل 10 دول في العالم في أبحاث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030. كما قامت المملكة بإنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA) لقيادة الاستراتيجية الوطنية المتعلقة بهذا المجال، حيث تستفيد المشاريع الكبرى من موافقات سريعة تُتخذ عادة خلال فترة لا تتجاوز 30 يومًا.
تساهم الصناديق السيادية بشكل كبير في دعم نمو قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث أطلق صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) صندوقًا استثماريًا بقيمة 1.5 مليار دولار مخصص لهذا المجال. ويستمر الاستثمار في مشاريع استراتيجية مثل “نيوم”، التي تُخصص أكثر من 30% من ميزانيتها البالغة 500 مليار دولار للبنية التحتية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
تقدم المملكة أيضًا أعلى العروض الوظيفية على مستوى العالم للمواهب في الذكاء الاصطناعي، حيث يتلقى العلماء البارزون رواتب سنوية تصل إلى 420 ألف دولار، مع إعفاءات ضريبية. كما تقدم “نيوم” مكافآت عند التوقيع تصل إلى 5 ملايين دولار لقادة مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى توفير دعم تعليمي كامل لأطفالهم.
سيكون مشروع “ذا لاين” (The Line) في منطقة “نيوم” أول مدينة في العالم تُدار بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع خدمات مثل النقل والطاقة المُدارة إلكترونيًا. كما ستتيح جمع البيانات على نطاق واسع والمراقبة البيومترية في المدينة فرصًا غير مسبوقة لتطوير الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية. وتنشئ المملكة علاقات استراتيجية مع كل من الصين والولايات المتحدة، مما يمكنها من أن تصبح منطقة محايدة تسعى للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها وجهة مثالية لشركات التكنولوجيا والمواهب العالمية.
تزايد المواهب في الذكاء الاصطناعي
تُظهر المملكة العربية السعودية بشكل واضح نموًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تتجه جهودها نحو تعزيز هذا القطاع الحيوي ليصبح أحد أهم المجالات المستقبلية للبلاد. تعتبر هذه الجهود جزءًا من رؤية شاملة تهدف إلى خلق بيئة مواتية للابتكار والنمو الاقتصادي.
ريادة المملكة في تنمية الذكاء الاصطناعي
تتطلع المملكة إلى أن تكون رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، مستفيدة من استثماراتها الكبيرة وتعاونها مع مؤسسات تعليمية وبحثية مرموقة. كما تسعى لتوسيع قاعدة المواهب وجذب الكفاءات العالمية، مما سيعزز من موقفها التنافسي في السوق العالمية.
تعليقات