الكويت تُغلق صفحة الغزو العراقي: “خور عبد الله” محطّة عابرة في العلاقات مع السعودية

يمثل شارع بغداد أحد الشوارع التجارية البارزة في منطقة السالمية، الواقعة على ساحل الخليج العربي في الكويت. في ليلة 26 فبراير 1991، عاشت الكويت لحظات من الفرح الغامر بعد تحريرها من الاحتلال العراقي الذي بدأ في 2 أغسطس 1990. تفاعل العديد من الشباب بحماس كبير، حيث قاموا بتغيير اسم الشارع من “شارع بغداد” إلى “شارع بوش” تكريماً للرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب، الذي قاد التحالف الدولي لتحرير البلاد. لكن مع بداية إعادة الإعمار واستعادة الكويت لعافيتها، تمت إعادة اللافتة الأصلية للشارع دون أي تغيير، لتظل تعبر عن العلاقات التاريخية بين الكويت والعراق، التي تبقى أعمق من الأزمات الكبيرة حتى وإن كانت موجعة.

الكويت تتجاوز آثار الغزو العراقي

استمرارًا في بناء وطن خالٍ من آثار الغزو، عكفت الكويت على إعادة بناء مؤسساتها وترميم ما دمرته الحرب. ورغم الجراح التي تركها الاحتلال العراقي، إلا أن الشارع الذي يتميز بهذا الاسم يظل رمزاً للصمود والقدرة على تجاوز الأزمات. يتجلى ذلك في الأنشطة والحياة التجارية التي تملأ الشارع، مما يعكس روح التفاؤل عند أهل الكويت. يشكل هذا الشارع محطةً للتلاقي والتجدد، حيث يمكن للزوار والسكان الاستمتاع بالتسوق والمطاعم والمقاهي، مما يجعل منه وجهة مفضلة للعديد.

لمحة عن تاريخ العلاقات الكويتية العراقية

على الرغم من الصعوبات التي مر بها البلدان نتيجة الغزو، تبقى العلاقات بينهما نموذجًا للتعقيدات التاريخية والسياسية. يعكس اسم شارع بغداد مدى التأثير الثقافي الذي تركه العراق على الكويت، حيث كانت هناك علاقات تجارية وثقافية متطورة قبل الاحتلال. حركة الحياة التي تسير في الشارع الآن تبين كيف استطاعت الكويت أن تتجاوز الآثار السلبية، لترسم مستقبلًا مشرقًا يعزز من التواصل والتعاون في مختلف المجالات.

يمثل شارع بغداد، على الرغم من الأزمات التاريخية، تجسيدًا لقدرة الشعوب على النهوض من تحت الأنقاض والتركيز على بناء الغد، مستمدًا من التاريخ عناصر قوة وإرادة للمضي قدمًا.