استكشاف الديناميكية المثيرة لانتقال ذكريات الأماكن بين خلايا الدماغ

التغيرات في فهم تخزين الذاكرة في الدماغ

أظهرت دراسة جديدة تم إجراؤها في جامعة نورث وسترن تحولات في فهمنا حول كيفية احتفاظ الدماغ بذكريات الأماكن المعروفة. فقد أكدت هذه الدراسة أن تلك الذكريات لا تقبع في خلايا عصبية ثابتة كما اعتقد سابقًا، بل تتنقل بشكل مستمر بين خلايا عصبية مختلفة.

عملية تخزين الذكريات في الدماغ

قاد الأستاذ دانيال دومبيك، المتخصص في علم الأعصاب، هذه الدراسة التي فضحت دور خلايا “المكان” الموجودة في الحُصين، والتي تُعنى بتخزين ذكريات المواقع، حيث تقوم هذه الخلايا بتوزيع الذكريات على خلايا جديدة ضمن عملية ديناميكية مستمرة. لتوضيح ذلك، قام فريق البحث بإجراء تجارب على فئران على أجهزة المشي الافتراضية في متاهة رقمية، حيث تم تحفيزها بروائح معروفة.

أظهرت النتائج أن أقل من 10% من الخلايا حافظت على نشاط ثابت كموقع ذاكرة معين، بينما أظهرت أغلب الخلايا نشاطًا متغيرًا. يشير هذا إلى أن الدماغ يعيد تشكيل خرائطه المكانية بشكل دائم، وهو ما قد يمثل آلية لدعم المرونة العصبية وتوفير مساحة لتخزين ذكريات جديدة، كما يساعد في مواجهة التراجع الذي قد يحدث في الخلايا مع تقدم العمر.

ورغم أن أسباب هذا التغير تبقى غير واضحة تمامًا، إلا أن الدراسة تفتح الأبواب لفهم أفضل لآلية عمل الذاكرة، مشيرة إلى أنها عملية حيوية تتغير باستمرار وليس مجرد مخزن ثابت. هذه النتائج تتناقض مع المفاهيم السائدة في علم الأعصاب والتي سادت منذ الستينيات، وتثير العديد من الأسئلة حول كيفية الحفاظ على الذكريات في ظل التغيرات التي تطرأ على الخلايا العصبية في الدماغ.

علق دومبيك قائلاً: “كنت أتوقع أن تكون الذاكرة أكثر استقرارًا مع مرور الوقت، ولكن النتائج جاءت لتثبت العكس تمامًا.” ويُعتبر هذا البحث بمثابة خطوة نحو مزيد من الدراسات حول المرونة العصبية، والتي قد تساهم مستقبلاً في فهم أعمق لأمراض مثل الزهايمر وفقدان الذاكرة.