تصاعد الأنشطة الاستخباراتية البريطانية – الأميركية في أجواء غزة: طائرات استطلاع تنفذ مهام سرية عاجلة

خاص – الأردن 24 أفاد الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد بأن هناك نشاطًا استخباريًا متزايدًا من قبل بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية في سماء قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة. وأوضح أن هذا النشاط لا يقتصر على جمع المعلومات من خلال تواجد عناصر استخباراتية بشرية، بل يتضمن أيضًا التنسيق مع أجهزة استخبارات الاحتلال، خاصة شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، التي تربطها علاقات وثيقة مع الاستخبارات البريطانية والأميركية وعدد من أجهزة استخبارات حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأشار أبو زيد إلى أن النشاط الاستخباري الغربي في غزة قد تجاوز التنسيق التقليدي، حيث تم رصد تحليق طائرات استطلاع بريطانية من طراز Shadow R1 فوق القطاع خلال الأيام الماضية، وكان آخرها في أواخر شهر تموز، حيث أقلعت الطائرة من قاعدة أكروتيري الجوية البريطانية في شرق جزيرة قبرص. وأوضح أن هذه الطائرة، التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، تختص بمهام الاستطلاع، إذ تحمل مستشعرات إلكترونية وبصرية عالية الدقة لجمع المعلومات، ما يمكنها من رصد الشاحنات والمركبات والبنية التحتية والمناطق السكنية، مما قد يفسر الزيادة الأخيرة في استهداف الشقق السكنية والخيام التي تأوي النازحين.

كما لفت أبو زيد إلى وجود نشاط استطلاعي أميركي في أجواء غزة، حيث تم رصد طائرة استطلاع أميركية تحلق فوق مدينة خان يونس بتاريخ 28 تموز، وذلك لمدة ثلاث ساعات على مسار دائري منخفض. وأوضح أن هذا النوع من التحليق يُعرف باسم “التصوير العمودي”، والذي يُستخدم للتحقق من المعلومات الاستخبارية المجمعة جوًا قبل تنفيذ أي غارات جوية، وهو ما حدث في اليوم التالي عندما شنت قوات الاحتلال غارات عنيفة على المنطقة ذاتها.

ونوه أبو زيد إلى أن الطائرة الأميركية قد تكون مدرجة على قائمة الحجب، مما يعني أن بيانات تحليقها ليست متاحة عبر مواقع تتبّع الطيران المدني، على عكس الطائرات البريطانية التي يمكن رؤيتها وتحديد تحركاتها. ويعكس ذلك مستوى عالٍ من السرية في النشاط الاستخباري الأميركي، الذي شهد زيادة ملحوظة منذ نهاية شهر تموز وبلغ ذروته في الأيام القليلة الماضية.

وفي ختام حديثه، أشار أبو زيد إلى أن هذا التصعيد في النشاط الاستخباري قد يكون مرتبطًا بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرامي إلى فرض السيطرة الكاملة على قطاع غزة، مما يدل على وجود دعم استخباري مشترك بين بريطانيا والولايات المتحدة لتمكين الاحتلال من تنفيذ هذه الأهداف.

نشاط استخباري بريطاني أميركي متزايد فوق غزة

أكد أبو زيد على أن النشاط الاستخباري البريطاني والأميركي المتزايد فوق غزة يستهدف جمع المعلومات ورصد الأهداف، ويشير إلى وجود خطط كبيرة قد يتم تنفيذها في الفترة المقبلة.

رفع مستوى التنسيق الاستخباري

تتوالى الشهادات حول رفع مستوى التنسيق الاستخباري بين القوى الغربية وإسرائيل، الأمر الذي قد يؤثر على مجريات الأحداث في القطاع، ويجعل من التعاون في هذه المجالات أكثر وضوحًا وخطورة بالنسبة للأطراف المعنية.