تفشي فيروس شيكونغونيا في الصين واحتياطات لمواجهته
تتجه السلطات الصينية إلى فرض تدابير صحية صارمة في مدينة فوشان، الواقعة في مقاطعة غواندونغ، حيث تم تسجيل أكثر من 7 آلاف حالة إصابة بفيروس شيكونغونيا الذي ينقله البعوض. هذه الإجراءات تأتي بعد تفاقم الوضع الصحي وامتداد الفيروس إلى 12 مدينة أخرى في المقاطعة، مما زاد العدد الإجمالي للعدوى في البلاد إلى 10 آلاف إصابة، مع تسجيل 3 آلاف حالة جديدة فقط في الأسبوع الماضي دون أي وفيات.
انتشار فيروس الشيكونغونيا
تتضمن التدابير المتبعة عزل المصابين في مستشفيات مجهزة بشبكات واقية من البعوض لمدة أسبوع أو حتى ظهور نتائج سلبية للفحوصات. وقد أثارت هذه الأوضاع قلق مركز مكافحة الأمراض والوقاية الأمريكي (CDC)، الذي أصدر تحذيرات للمسافرين إلى غواندونغ. ودعا المركز المواطنين الأمريكيين إلى اتخاذ احتياطات خاصة، مثل استخدام طارد الحشرات وارتداء ملابس تغطي الجسم بالكامل، والمكوث في أماكن مُكيفة أو مزودة بشبكات للحماية. ووجه المركز أيضاً توصيات بتلقي التطعيمات المتاحة، مثل IXCHIQ للبالغين فوق 18 عامًا وVIMKUNYA لمن هم فوق 12 عامًا، لحماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.
على صعيد آخر، تم الإبلاغ عن أول حالة إصابة بالفيروس في هونغ كونغ لطفل عمره 12 عامًا، الذي زار فوشان خلال الشهر الماضي. كما أظهر تقرير المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض أن 16 دولة أخرى قد سجلت ما يعادل 24 ألف حالة إصابة و90 حالة وفاة هذا العام بسبب الفيروس، الذي ينتشر بشكل رئيسي في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، وظهرت حالات في كل من أوروبا والولايات المتحدة.
في الولايات المتحدة، تم تسجيل 46 حالة إصابة هذا العام، جميعها تعود لمصابين يسافرون من مناطق موبوءة. تتجلى أعراض فيروس شيكونغونيا في الحمى وآلام المفاصل وظهور الطفح الجلدي، وفي حالات نادرة قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على القلب والدماغ. الأطفال حديثو الولادة وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة هم الأكثر عرضة لهذه المضاعفات، ولا يوجد علاج محدد للفيروس، ولكن يمكن التحكم بالأعراض عن طريق الراحة وشرب السوائل وتناول مسكنات الألم.
في ضوء هذه التطورات، تعمل السلطات الصينية على تكثيف جهود رش المبيدات الحشرية وتطهير المستشفيات للحد من انتشار البعوض الناقل، وقد ألغت عملية الحجر المنزلي التي كانت مفروضة لمدة 14 يومًا على المسافرين من فوشان، لكنها لا تزال توصي بزيارة المستشفيات في حال ظهور أعراض الحمى أو آلام المفاصل. وتحذر منظمة الصحة العالمية من تكرار سيناريو التفشي الذي حدث بين عامي 2004 و2005، والذي أثر على نصف مليون شخص عالميًا، داعية لتعزيز إجراءات السلامة والوقاية بشكل أكبر.
تعليقات