فيلم «سوار» السعودي يسلط الضوء على قصة تبديل الأطفال في بنجران من جديد

فيلم سوار: استكشاف للصدمات والتحديات الاجتماعية

يشعل فيلم “سوار” الذي أخرجه السعودي أسامة الخريجي قضايا الهوية والانتماء، مستندًا إلى قصة مؤلمة مستلهمة من أحداث حقيقية أثارت ضجة في المجتمع السعودي. يقدم الفيلم قصة طفلين تم تبديلهما في مستشفى بنجران عام 2003، وتم اكتشاف الخطأ بعد أربع سنوات كاملة. هذه القصة تثير الكثير من التساؤلات حول مخلدات الهوية والإنتماء في الوقت الذي تتعارض فيه الحقائق مع الواقع.

فيلم يطرح أسئلة عميقة حول الهوية والانتماء

أوضح الخريجي أن الفيلم لا يسعى إلى التجميل أو تقديم صور مثالية، بل يعكس مشاعر إنسانية عميقة تهدف إلى تحريك العواطف وطرح أسئلة حقيقية حول الهوية والانتماء. بدلاً من تقديم إجابات جاهزة، يسعى الفيلم إلى إبقاء القصة واقعية وتنبثق من فكر المجتمع وثقافته. كما أن اللغة البصرية المستخدمة في الفيلم تعد تعبيرًا قويًا عن المشاعر الداخلية للشخصيات، وفق ما أشار إليه الخريجي.

شكل التصوير بين السعودية وتركيا تحديًا كبيرًا، حيث تعكس الثقافات المختلفة العديد من التحديات خاصة على صعيد الترجمة وفهم المعاني. وكشف الخريجي أيضًا عن تأجيل تصوير بعض المشاهد في أنطاكيا قبل الزلزال المدمر، واصفًا الحادثة بأنها “نجاة بلطف إلهي”، مشيرًا إلى أن بعض الأشخاص الذين كانوا يعملون على الفيلم فقدوا حياتهم بسبب هذه الكارثة.

ينقسم فيلم “سوار” إلى ثلاثة فصول درامية تجسد تجربة سينمائية تتطلب الكثير من التفكير والتعاطف، ويعتبر الخريجي أن نجاح الفيلم يكمن في قدرته على تحريك مشاعر الجمهور، سواء بالصمت أو عن طريق البكاء. ويعكس الفيلم نضج السينما السعودية، حيث لم يعد الهدف هو مجرد عرض فيلم، بل تقديم تجربة تبقى عالقة في الأذهان وتترك أثرًا عميقًا في نفوس المشاهدين.

يطرح الخريجي من خلال عمله أسئلة جوهرية حول العنصر الأساسي للانتماء والعائلة، مما يجعل الجمهور يعيد التفكير في هويته الذاتية وأهمية الروابط الأسرية. بهذا، يمثل فيلم “سوار” خطوة مؤثرة نحو استكشاف تعقيدات العلاقة بين الهوية والانتماء، ويستحق المشاهدة لأثره العميق والمميز.