زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله إلى السعودية
لقد جاءت زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله إلى المملكة العربية السعودية في الوقت المناسب، حيث حققت الكويت خطوات هامة في تحديث وتطوير قوانينها، وخاصة في مجالات الاستثمار والبنية التحتية. في ظل النشاط الاقتصادي المتزايد في الرياض على مختلف الأصعدة، يعزز هذا التكامل بين البلدين الحركة التجارية والتنموية والاستثمارية. كان من الواضح أن تأخر الكويت في الانطلاق الخليجي كان نتيجة لتعطيل متعمد من مجالس الأمة السابقة، إذ عمل النواب على عرقلة أي مشاريع أو قوانين تنموية كبرى، بدافع السعي لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب مستقبل الكويت.
الزيارة كخطوة نحو الشراكات الإقليمية
اليوم، مع بدايات العهد الجديد والانطلاقات الكبيرة في مختلف القطاعات، تظهر فرص كبيرة لإقامة شراكات مع دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تمثل مردوداً إيجابياً على الانفتاح على العالم. الكويت تملك إمكانيات هائلة كانت سابقاً معطلة، وقد حان الوقت لاستثمار هذه القدرات. الأمر الذي يتطلب التركيز على الأسس الأساسية للاستثمار، ما يجعل من السعودية، هذه القارة الكبيرة، مركزًا حيويًا لتفعيل العلاقات مع المحيط الخارجي، خاصة بعد الانتعاش الكبير الذي حدث في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، والنشاط الملحوظ لولي العهد الأمير محمد بن سلمان. لقد باتت المملكة العربية السعودية محط أنظار العالم بفضل المشاريع الكبرى التي تنفذها ضمن “رؤية 2030″، والتي بدأت تثمر نتائج ملموسة.
لذلك، تُعتبر هذه الزيارة فرصة استثمارية بامتياز لتدشين تعاون جديد في مجالات تشكل حاجة ملحّة لكل من الكويت والسعودية. الكويت تنطلق راهنًا نحو أن تكون محركًا استثماريًا خليجيًا، خاصة في ظل سعيها لتنويع مصادر دخلها لتعزيز الناتج الوطني عبر شراكات استراتيجية، سواء مع دول الجوار أو على الساحة الدولية. يبرز هذا من الوفد المرافق لسمو رئيس مجلس الوزراء في نيوم، حيث تتجه الكويت نحو مشاريع إقليمية ضخمة، وعلى رأسها السوق السعودية، ما يعد خطوة كبيرة إذا جرت دون عوائق، مما يسهم في تفعيل الحضور التنموي الإقليمي ويوفر فرص استثمار جديدة.
لا شك أن القطاع الخاص في كلا البلدين سيكون له دور محوري في تعزيز العلاقات بين الشعبين، مما يرسخ مبدأ التعاون والتكامل المنصوص عليه في ميثاق مجلس التعاون لدول الخليج العربية. في عالم يتغير باستمرار، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية، فإن تعزيز التعاون بين دول المجلس يُعتبر الدرع الأول لفائدة هذا التجمع المتجانس ثقافيًا واقتصاديًا. لذلك، تعكس زيارة سمو الشيخ أحمد العبدالله إلى “نيوم” عمق العلاقة المتينة بين الكويت والسعودية، وكأنها دعوة لتعزيز الحركة التواصلية بين هذه “القارة” وبلدنا الكويت.
تعليقات