تحقيق كارثة غواصة “تيتان” وأسبابها
كشف خفر السواحل الأمريكي عن نتائج تحقيق استمر لمدة عامين حول كارثة الغواصة “تيتان”، حيث استند التقرير إلى تحليل شامل لحطام الغواصة، وتقييم شهادات الخبراء، وفحص مفصل لعمليات الشركة المشغلة. وقد أوضح التقرير أن الغواصة، المصنعة من ألياف الكربون، كانت تعاني من أضرار هيكلية كبيرة قبل رحلتها الأخيرة، مما جعلها غير قادرة على تحمل الضغط الهائل في أعماق المحيط، وتفاقمت هذه الأضرار نتيجة الغوصات السابقة.
أبعاد الأزمة في غواصة “تيتان”
بدأت جلسات الاستماع في سبتمبر 2024، حيث أظهرت التحقيقات أن شركة “أوشن جيت” تجاهلت علامات تحذيرية واضحة. قال المهندس الرئيسي، توني نيسين، إن الرئيس التنفيذي، ستوكتون راش، ضغط من أجل تسريع عملية تصنيع الغواصة، متجاهلاً المخاوف المتعلقة بالسلامة التي أثارها الخبراء، ولفت مدير العمليات السابق، ديفيد لوكريدج، إلى أن الشكاوى المقدمة لم تُعطَ الاهتمام المطلوب قبل حدوث الكارثة.
في 18 يونيو 2023، فقدت الغواصة “تيتان”، التابعة لشركة “أوشن جيت إكسبديشنز”، الاتصال بسفينة الدعم بعد ساعة و45 دقيقة من بدء رحلتها إلى حطام سفينة “تيتانيك”. كان على متنها خمسة أشخاص دفع كل واحد منهم 250 ألف دولار للاستمتاع بهذه التجربة السياحية. وبعد عمليات بحث مكثفة، تم العثور على حطام الغواصة على بعد 488 مترًا من موقع حطام “تيتانيك”، وتم التأكد من أن الانفجار الداخلي الكارثي هو الذي أدى إلى وفاة جميع من كانوا على متنها.
ذكر التقرير أن تصميم الغواصة كان يعتمد على هيكل من ألياف الكربون بدلاً من المعادن التقليدية، مما قلل من قدرتها على تحمل الضغوط الشديدة في الأعماق. كما استُخدم ذراع تحكم ألعاب الفيديو للتحكم في الغواصة، مما أثار تساؤلات حول التزام الشركة بمعايير السلامة. وأكد الدكتور ديل مولي أن الضحايا لم يشعروا بأي ألم نتيجة السرعة الفائقة للحادثة.
في ختام التحقيق، أثارت كارثة “تيتان” جدلًا واسعًا حول سلامة سياحة الغوص، مما أدى إلى دعوات لتشديد الضوابط الحكومية على الشركات التي تقدم مثل هذه الرحلات. وقد سلطت الضوء على المخاطر التي تكتنف استكشاف أعماق المحيط دون الالتزام بمعايير السلامة الضرورية، وأكدت الحاجة إلى إعادة تقييم الممارسات المعتمدة في هذا القطاع.
تعليقات