السعودية تعيد تقييم هدف خفض البطالة إلى 5% في ظل تحديات سوق العمل وفق تحذيرات صندوق النقد الدولي
تحسينات في سوق العمل السعودي وتحقيق انخفاض البطالة
حصلت الحكومة السعودية على هدف معدل للبطالة بنسبة 5% بفضل تحسين مستمر في خلق فرص العمل وزيادة المشاركة في القوى العاملة، كما ورد في التقرير النهائي لصندوق النقد الدولي. وقد أشادت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالاستنتاجات التي أشار إليها الصندوق، مما يؤكد التحولات السريعة في سوق العمل بالمملكة في إطار رؤية 2030.
إنجازات ملموسة في التوظيف
شهدت البطالة بين المواطنين السعوديين انخفاضًا ملحوظًا إلى 7% بحلول الربع الرابع من عام 2024، متجاوزة بذلك الأهداف المحددة في رؤية 2030 قبل الموعد المحدد. يعكس الهدف الجديد للحكومة الذي يعبر عن 5% تعزيز الثقة في الاتجاه الإيجابي للاقتصاد السعودي. كما أشار التقرير إلى أن نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة بلغت 36%، حيث تضاعفت هذه النسبة خلال السنوات الخمس الماضية.
لم يقتصر التحسن على هذه النسب فقط؛ فقد انخفضت معدلات بطالة الشباب والنساء إلى النصف خلال أربع سنوات، مما يعكس شمولية الإصلاحات في سوق العمل. أظهرت بيانات التوظيف في القطاع الخاص نموًا بنسبة 12% للمواطنين السعوديين في عام 2024، مع استمرار هذا الزخم حتى عام 2025. كما تسجل الأجور في مجالات المهارات العالية زيادة ملحوظة، مما يشير إلى ارتفاع عوائد التعليم وتطوير القوى العاملة.
وتعليقًا على ما ورد في التقرير، صرح متحدث باسم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية قائلاً: “يؤكد هذا التقرير أن استراتيجيتنا في سوق العمل تحقق نتائج إيجابية واضحة. فالبطالة في انخفاض، وفرص العمل في القطاع الخاص تتزايد، وقد وصلت نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة إلى مستويات تاريخية. إن التحول الهيكلي الجاري في السوق هو واقع ملموس، ويتمتع المواطنون بمنافع واضحة من هذه التغييرات.”
كما رحب صندوق النقد الدولي بالتعديلات التي تم إدخالها على قانون العمل السعودي في فبراير 2025، مشيدًا بالاستثمارات في التدريب المهني، ونماذج العمل المرنة، وتوفير رعاية الأطفال بأسعار معقولة كعوامل مساهمة رئيسية في تعزيز الإنتاجية والشمولية. وأكد التقرير على أهمية التحول الاستراتيجي في المملكة من التركيز على الكمية إلى تحسين جودة الوظائف، كما أشار إلى ضرورة تعزيز جهود مطابقة الوظائف مع التعليم لسد الفجوات الحالية في سوق العمل.
تعليقات