وأضاف أن التباين في الرؤى بين الجانبين حول كيفية إدارة العملية العسكرية أدى إلى تفاوت في الأهداف، كما عكس ذلك رئيس الأركان الحالي إيال زامير بقوله إنهم بحاجة إلى توجيه سياسي جديد. إذ انطلقت العملية العسكرية بهدف القضاء على المقاومة وتحرير الأسرى بالقوة، دون طرح خيار احتلال غزة، وهو ما يرفضه الجانب العسكري ليس لأنه لا يريده، بل لأنه يدرك عدم قدرته على تنفيذه.
ولفت أبو زيد إلى أن هذا الصراع في الرؤى يعيد إلى الأذهان الظروف التي هيمنت على العلاقة بين وزير الدفاع السابق يوآف غالانت ورئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي. وبيّن أن الوضع الراهن قد يولّد حالة من الفوضى في اتخاذ القرار داخل دولة الاحتلال، على الرغم من التصريحات الإعلامية المتشددة والدعاية المستمرة حول استمرار العمليات العسكرية، والتي أصبحت في مرحلة تعثر عسكري وانسداد أفق دبلوماسي.
أزمة الثقة بين العسكريين والسياسيين في إسرائيل
وفي الوقت الذي يواصل فيه الجانب العسكري محاولاته لتحقيق بعض الأهداف التكتيكية، يبدو أن هناك حالة من عدم اليقين في صفوف القادة العسكريين بشأن الخطوات المقبلة. فنقص التنسيق بين المراكز العسكرية والسياسية قد يجعل الوضع أكثر تعقيدًا. التصريحات المتزايدة عن الحاجة إلى تغيير في الاستراتيجية قد تفسر حالة القلق المتزايد بين الجنرالات الذين يواجهون تساؤلات حول فعالية مداراتهم الحالية.
تجدد الثقة بين العسكريين والسياسيين في الوقت الراهن
يتضح من المسارات الحالية أن المخاوف بشأن تأثير الاختلال في التواصل والتنسيق قد تمتد إلى مجالات أخرى داخل النظام الإسرائيلي. يتأمل القادة العسكريون بواقع جديد يفرض عليهم اتخاذ قرارات صعبة في ظل تصاعد الضغوط العسكرية والسياسية. هذه الديناميكيات الجديدة قد تعزز من الأزمة التي بدأت تتشكل بالفعل، مما يستدعي إعادة تقييم التحالفات والعلاقات في مقدرات الدولة. بناءً عليه، يظل من المهم متابعة مستجدات الوضع وثوابته، فالتحولات السياسية والعسكرية قد تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت.
تعليقات