تهجير الفلسطينيين واستراتيجية نتنياهو في غزة
في محاولة للحفاظ على استقرار حكومته اليمينية، يخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتنفيذ استراتيجيتين متزامنتين في قطاع غزة. تشمل هذه الخطط تشجيع تهجير الآلاف من الفلسطينيين تحت مسمى “الهجرة الطوعية” إلى دول أخرى، إلى جانب بدء عمليات الاستيطان في شمال القطاع، استجابةً لضغوط شريكيه في الائتلاف الحكومي، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين هددوا بالانسحاب في حال فشلت المفاوضات الهادفة إلى وقف إطلاق النار مع حركة حماس وإعادة الأسرى.
نقل السكان وتحركات رسمية
وفقاً لتقرير صادر عن صحيفة يديعوت أحرونوت، فقد بدأ نتنياهو فعليًا في اتخاذ خطوات عملية لتنفيذ خطة التهجير، التي كانت مطروحة في السابق على شكل مقترح نظري. ومن بين الإجراءات العملية التي قام بها في الأسابيع الأخيرة، تأسيس اجتماعات دورية بمعدل مرة أسبوعيًا، يشارك فيها ممثلون عن جهاز الموساد ووزارة الخارجية وغيرها من الجهات، لبحث آليات تنفيذ الخطة وتوزيع الأدوار على المؤسسات المختلفة.
وذكر المحلل السياسي إيتمار آيخنر أن نتنياهو أصدر تعليمات لرئيس الموساد، ديفيد برنيع، بضرورة تكثيف الاتصالات مع الدول المعنية باستيعاب المهاجرين، كما طلب من الولايات المتحدة المساعدة في تقديم حوافز لهذه الدول لاستقبال السكان من غزة. وبالفعل، وردت أنباء عن توصل إسرائيل إلى تفاهمات أولية مع خمس دول لم يتم الكشف عن أسمائها لاستقبال المهاجرين، مع تغيير آلية الخروج بحيث يتم عبر إسرائيل ثم إلى الأردن بدلاً من المرور عبر مصر.
كما أشار باراك رافيد، صحفي إسرائيلي، سابقًا إلى أن هناك اتصالات تتم مع دول مثل إثيوبيا وليبيا وإندونيسيا، بالإضافة إلى دول أخرى تهدف لاستقبال اللاجئين من غزة، حيث يناقش برنيع هذا الملف حاليًا مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن.
بحسب آيخنر، أبلغ نتنياهو بن غفير بأنه سيواصل العمل على خطة “الهجرة الطوعية” في حال فشلت المفاوضات مع حماس، في خطوة تهدف إلى ضمان بقاء بن غفير داخل الائتلاف. كما وافق سموتريتش على البدء في ضم أجزاء من شمال قطاع غزة بالشروع في الاستيطان. وقد صرح مسؤول حكومي بارز بأن الهجرة الطوعية كانت نظرية حتى الآونة الأخيرة، لكنها بدأت تأخذ صيغة التحضير العملي، وقد تصل الحكومة إلى مرحلة ترحيل عدد قليل من سكان غزة في الأسابيع القادمة.
على الرغم من هذه التحركات، يبقى وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى أولوية لدي نتنياهو، الذي يعيد تقييم المفاوضات وقدرتها على النجاح، مما يدفعه للاستعداد في الوقت ذاته للمسارات المتعلقة بالتهجير والاستيطان. كجزء من التنسيق مع الولايات المتحدة حول هذه التحركات، قام نتنياهو بتكليف عدد من المسؤولين، منهم وزير الشؤون الإستراتيجية ورئيس الموساد، لإجراء محادثات حول الخطة مع ممثلي الإدارة الأميركية.
تعليقات