دبلوماسية السعودية تعيد تنشيط المسار العربي.. هل نشهد تحولات تاريخية؟

دور السعودية الفعال في تعزيز المسار العربي

في ظل الأوضاع الراهنة، يتميز المؤتمر الحالي في الأمم المتحدة بمشاركة السعودية، التي لطالما دعمت القضية الفلسطينية على مدار عقود. السيّد أحمد الشهري، رئيس منتدى الخبرة السعودية للبحوث والدراسات، قال إن المؤتمر يعد تتويجًا لجهود مضنية استمرت لأكثر من سبعة عقود. المملكة العربية السعودية، وبالتعاون مع الدول العربية الأخرى، أسهمت في إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في الأذهان، رغم المحاولات العديدة لطمس الهويات وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم.

هذا المؤتمر يأتي في وقت حساس، حيث نشهد اعترافات متتالية من عدة دول، بما فيها بريطانيا، التي أعلنت عن اعترافها بالدولة الفلسطينية. يعتبر هذا الأمر نقطة تحول تاريخية قد تساهم في تغيير موازين القوى الدولية. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الواقع السياسي الحالي من الإدارة الأمريكية اتخاذ مواقف تتماشى مع الرأي العام الدولي الذي يدعم حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

تحول العوامل الداعمة للسلام العربي

المؤتمر يعكس مبادرة السلام العربية التي انطلقت عام 2002، وهو دعوة للحوار والتفاوض بغرض تحقيق السلام والاستقرار. الفكرة الأساسية تتمثل في “الأرض مقابل السلام”، وهي تتماشى مع الموقف العربي لجعل السلام هو الخيار الوحيد المتاح. الحقائق التاريخية تُظهر أن الحروب التي خاضها العرب لم تنجح في استعادة الحقوق نتيجة عدم تكافؤ القوى، وهو ما دفع الدول العربية إلى الاستثمار في السلام من خلال المبادرات الدبلوماسية.

يتضح من خلال كلمات المشاركين في المؤتمر، إدانتهم للاعتداءات التي تتعرض لها غزة والتأكيد على ضرورة حل الدولتين كخيار أساسي. هذه الدعوات تأتي في وقت تسود فيه مشاعر الألم بسبب المعاناة الإنسانية في غزة، مما يضع العالم أمام مسؤولياته الأخلاقية.

إن النجاح في تحقيق الوحدة بين الفلسطينيين سيساهم في تعزيز موقفهم في الساحة الدولية. هذه الوحدة ستكون حافزًا قويًا تجاه الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، وستضيف وزنًا لمطالبهم وتطلعاتهم. في النهاية، يبقى السبيل الوحيد للأمام هو الاعتراف بالحقوق، وتحقيق السلام الحقيقي الذي يضمن العدالة للجميع.