التعليم كدعامة رئيسية في تطور المؤسسات المجتمعية
التعليم يمثل حجر الزاوية في نمو المجتمعات وتقدمها، وهو المدخل الأهم لبناء الحضارات. لم توجد حضارة تعززت إلا وقدمت التعليم كأولوية، حيث تم تزويد الأجيال بما يحتاجونه من المعرفة والمهارات والقيم المقبولة اجتماعياً. منذ تأسيس النظام التعليمي في المملكة العربية السعودية في عام 1926، وصولاً إلى إنشاء وزارة المعارف في عام 1953 برئاسة الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، استمرت المملكة في تقدير المعلمين، الذين يسهمون في إيصال العلوم وتنمية القيم الفاضلة في نفوس الطلاب.
التربية كمحور أساسي للتقدم
تحرص المملكة على توفير برامج إعداد المعلمين,为هم الموارد اللازمة لاكتساب المهارات التدريسية والمعرفية المطلوبة، كما تتيح لهم الاطلاع على التجارب العالمية المتميزة في مجالات التعليم. من خلال استثمارها في رأس المال البشري، استهدفت المملكة مواكبة التطورات السريعة في هذا المجال وطموحاتها في النهوض بالتعليم. على مر ربع قرن من الزمان، عاصرت العديد من التطورات التعليمية في المملكة، وكانت شاهداً على النجاحات والمبادرات التصحيحية التي ساهمت في تحريك عجلة التنمية.
تتضمن رؤية المملكة 2030 جهوداً كبيرة في تعزيز التربية عبر تطوير النظام التعليمي بجميع مكوناته. وتهدف إلى ترسيخ القيم الإيجابية لدى الشباب من خلال جهود مشتركة بين المدرسة والأسرة، مما يسهم في تهيئة جيلٍ قيادي وقادرٍ على اتخاذ المبادرات. لنستعرض أبرز ملامح التجربة التعليمية في المملكة:
أولاً، تمثل “بوابة المستقبل”، التي بدأت في عام 1438هـ، تحولاً تعليميًا رقمياً بين المدارس، حيث تم إدخال التقنية إلى 1500 مدرسة، مما يساهم في بناء بيئات تعلم تفاعلية.
ثانياً، عقدت المملكة اتفاقيات شراكة مع دول رائدة، مثل كوريا، لتعزيز التعاون العلمي في مجالات التعليم والبحث.
ثالثاً، تعمل المملكة على المشاركة في الاختبارات الدولية، مثل PISA، لتعزيز سمعتها التعليمية والارتقاء بجودة التعليم.
رابعاً، تسعى وزارة التعليم للمشاركة في المسابقات العالمية لتحفيز الطلاب وتعزيز علوم الرياضيات والعلوم.
خامساً، أطلق برنامج تنمية القدرات البشرية في عام 2021 لضمان مواءمة الاحتياجات التعليمية مع سوق العمل وتعزيز ثقافة الابتكار.
سادساً، أسست هيئة تقويم التعليم عام 1438هـ لتحسين الأداء العام في القطاعات التعليمية وضمان جودة المخرجات.
سابعاً، تم إطلاق مشروع اختبار القدرات العامة للثانوية، مما يعكس اهتمام المملكة بتطوير التعليم وجودته.
أخيراً، تعقد المملكة شراكات مع المدارس العالمية بهدف رفع كفاءة التعليم وتوفير بيئات تعليمية مبتكرة، مثل الشراكات مع الجامعات العالمية. تستمر المملكة في تحقيق إنجازات كبيرة في مجال التعليم والبحث العلمي، حيث تسعى جاهدة لتحقيق تطلعاتها في تقديم تعليم عالى الجودة يتماشى مع أعلى المعايير العالمية.
تعليقات