“هل تُعتبر الشفاه الممتلئة رمزًا للجمال؟” – أخبار السعودية

أهمية حجم الشفاه في معايير الجمال

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة JAMA Facial Plastic Surgery عن أن الشفاه متوسطة الحجم، والتي تتناغم مع ملامح الوجه، تعد الأكثر جاذبية، متفوقة بذلك على الشفاه الممتلئة التي كانت تُعتبر لعقود معيار الجمال السائد. شارك في هذه الدراسة مئات الأفراد من خلفيات ثقافية وجنسية متنوعة، حيث طلب منهم تقييم جاذبية صور نساء بمواصفات شفاه مختلفة.

تفضيلات الجمال الطبيعي

أظهرت النتائج تحولاً ملحوظاً في الذوق العام، حيث أبدى معظم المشاركين تفضيلهم للشفاه الطبيعية والمتوازنة بدلاً من الامتلاء المفرط. وعلق الباحثون على هذا التوجه الجديد، مشيرين إلى أنه يعكس وعياً متزايداً بالجمال الطبيعي، بعيداً عن تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي والتي حفزت على عمليات تجميل الشفاه وتكبيرها بشكل مبالغ فيه.

كما ألقت الدراسة الضوء على الحاجة الملحة لمراجعة معايير الجاذبية الحالية، والتي قد تعكس توجهات مؤقتة تؤثر سلباً على الأفراد نفسياً وصحياً. وأكدت أن الانسجام العام للوجه هو العنصر الأكثر أهمية في تحديد الجمال، وليس حجم الشفاه بحد ذاتها.

تستدعي النتائج التي خرجت بها الدراسة ضرورة التوقف عن اتباع الصيحات السطحية والتركيز على الجوانب الجمالية الأكثر أصالة. إذ إن المظهر الطبيعي والمتوازن يوفر إحساسًا بالراحة والثقة بالنفس، مما يعكس جمالًا داخليًا يتجاوز المظهر الخارجي.

في النهاية، تبرز هذه الدراسة أهمية إعادة تقييم مفاهيم الجمال المعاصرة، والاعتراف بأن الجمال الحقيقي يأتي من الانسجام بين ملامح الوجه وعدم الاعتماد على معايير مبالغ فيها. فهذا التوجه يمكن أن يسهم في تعزيز الصحة النفسية للعديد من الأفراد ويحثهم على قبول الذات بشكل أكبر.