لحظة تاريخية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي
يشهد العالم اليوم تحولًا حاسمًا في سياق الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث أُطلقت دعوة غير مسبوقة من المملكة العربية السعودية وفرنسا للاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية. هذه المبادرة تأتي في وقت تتعالى فيه أصوات الشعوب ويتكشف زيف الاستعمار، وقد حظيت بتأييد كبير من عدة دول، مما يعكس بداية ظهور حقيقتها للعالم.
رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر كان من بين أبرز الداعمين لهذه الدعوة، معبرًا عن تأييده لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967. هذا الموقف يعكس بداية تحول في السياسات الأوروبية التي بدأت تعيد تقييم موقفها تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.
على الجانب الآخر، جاء رد دونالد ترامب متعجرفًا ومليئًا بالتمييز، إذ أعرب عن عدم وجود موقف رسمي أمريكي من هذه الدعوة، مؤكدًا أنه لا يرى حماس تستحق المكافأة. لكن هذه التصريحات فقدت قوتها لتصبح صرخات عزف منفرد في وسط صوت دولي ينادي بالعدالة لشعب يعاني من واقع قاسٍ.
ما يثير الدهشة في النقاشات هو أن بعض المتحدثين رغم حديثهم عن العدالة، قد بدءوا بالتركيز على “الهجوم الوحشي لحماس” و”الرهائن الإسرائيليين”، متجاهلين المآسي المستمرة التي تعرض لها الفلسطينيون منذ عام 1948، بما في ذلك المجازر والحصار.
هذا التحرك السعودي-الفرنسي يعكس إدراكًا بأن حل الدولتين أصبح ضرورة أخلاقية وإنسانية، حيث أن القضية الفلسطينية بدأت تبرز كضمير يوقظ الأمم ليعاد تعريف العدالة. تجاوزت القضية الفلسطينية حدود البيانات البروتوكولية وأصبحت توجهات فعلية تؤسس لمستقبل أكثر عدالة للفلسطينيين.
الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس مجرد هدية يُمنحها العالم، بل هو تصحيح لمسار طويل من الظلم. وإذا كان ترامب لا يريد هذا الاعتراف، فالعالم يتجه نحو ذلك. الاعتراف آتٍ رغماً عن أي مقاومة، فالتحولات السياسية تضعف استراتيجيات الهيمنة القديمة، والشعب الفلسطيني مصمم على تحقيق حقوقه.
اليوم يجد الكيان الصهيوني نفسه أمام واقع جديد، حيث لم يعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية مجرد حلم بل أصبح خيارًا جادًا مطروحًا من قبل القوى الكبرى. وسائل الإعلام والأصوات العالمية تتحد في دعوة واضحة للتغيير، مما يبشر بآمال جديدة للشعب الفلسطيني.
تعليقات