صندوق النقد الدولي يرفع توقعات نمو الاقتصاد السعودي إلى 3.6% لعام 2025

العالم يترقب «دخان روزنباد الأبيض» بمحادثات استوكهولم

ينتظر العالم بترقب شديد مجريات محادثات استوكهولم بين الولايات المتحدة والصين، حيث يُشبه هذا الحدث الترقب الذي يتزامن مع انتخاب البابا الجديد في الفاتيكان، والعمل على ظهور «الدخان الأبيض» الذي يدل على الوصول إلى توافق بين المقترعين. وقد بدأ يوم الثلاثاء الفائت اليوم الثاني من المحادثات لحل النزاعات الاقتصادية المستمرة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، في سبيل تهدئة الحرب التجارية المتصاعدة بينهما.

كانت المحادثات قد انطلقت في اليوم الأول دون أي إفصاح من مسؤولي كلا الطرفين حول تفاصيل الاجتماعات التي استمرت لأكثر من خمس ساعات في مقر الحكومة السويدية المعروف باسم «روزنباد». وعلى الرغم من أنه قد لا تُسفر هذه الاجتماعات عن نتائج فورية كبيرة، إلا أن هناك توقعات بأن يتفق الجانبان على تمديد الهدنة الحالية بشأن الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً. هذا التمديد قد يمهد الطريق أيضًا لعقد اجتماع محتمل بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جينبينغ في وقت لاحق من هذا العام، رغم نفي ترمب يوم الثلاثاء الجهود لعقد مثل هذا الاجتماع.

نجاحات الدول في المفاوضات

وفي سياق المحادثات، لوحظ وصول وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إلى مقر المباحثات صباح الثلاثاء، بعد اجتماع منفصل مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون. كما شارك نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ في الاجتماعات. تواجه الصين موعداً نهائياً بتاريخ 12 أغسطس (آب) للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن التعريفات الجمركية مع إدارة ترمب، عقب اتفاقيات أولية تم التوصل إليها في مايو ويونيو لإنهاء تصعيد الرسوم الجمركية المتبادلة.

إذا لم تُعقد اتفاقية، فإن التصعيد في الرسوم الجمركية قد يسبب اضطرابات جديدة في سلاسل التوريد العالمية، خاصة مع احتمال عودة الرسوم إلى مستويات مرتفعة، مما قد يؤدي إلى حالة من الحظر التجاري الثنائي. تُجرى محادثات استوكهولم في أعقاب توقيع أكبر صفقة تجارية أبرمها ترمب مع الاتحاد الأوروبي، وهي صفقة أثارت بعض الارتياح لكن أيضاً مشاعر الإحباط في بعض الدول الأوروبية.

المحللون أشاروا إلى أن الصين لديها القدرة على ممارسة نفوذها بفضل سيطرتها على سوق المعادن الأرضية النادرة والمغناطيس، حيث تعد هذه المواد أساسية للعديد من الصناعات، بما في ذلك العسكرية. على عكس الدول الأوروبية، لا تعتمد الصين على الولايات المتحدة في أمنها، مما يمنحها مجالًا أكبر للتمهل في المفاوضات.

أفادت صحيفة «فاينانشال تايمز» بأن الولايات المتحدة قامت بتعليق القيود على صادرات التكنولوجيا إلى الصين في محاولة لتجنب تعثر المحادثات، وفي ذات الوقت، تهدف لدعم جهود ترمب لعقد لقاء مع الرئيس شي. رد ترمب على الاقتراحات بشأن هذا اللقاء مستبعدًا سعيه لذلك، مشيرًا إلى أن أي زيارة له إلى الصين ستكون بناءً على دعوة من شي.

تركزت المحادثات السابقة بين أميركا والصين حول تخفيض التعريفات الانتقامية واستعادة تدفق المعادن والمكونات التقنية التي تم إيقافها، مما يعكس التحديات التي تواجهها كلا الدولتين في التوصل إلى توافق فعّال.