التحقيق في القضية الفلسطينية
جدّدت المملكة العربية السعودية تأكيد التزامها بأن أمن واستقرار وازدهار شعوب المنطقة يبدأ من عدالة القضية الفلسطينية، وضرورة دعم الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه المشروعة، وبخاصة إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأشارت إلى أن هذا الموقف لا يُعتبر مجرد تصريح سياسي، ولكن اقتناع عميق بأن الدولة الفلسطينية المستقلة هي المفتاح الضروري لتحقيق السلام الحقيقي في المنطقة. جاء ذلك في كلمة وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، خلال جلسة افتتاحية للمؤتمر الدولي رفيع المستوى الذي عُقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بالتعاون مع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، بهدف تسوية قضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين على المستوى الوزاري.
الاعتراف بحقوق الفلسطينيين
أكد الأمير فيصل بن فرحان على حرص بلاده على تقديم الدعم الفوري والمتواصل منذ بداية الأزمة الإنسانية الخطيرة في قطاع غزة، وتفاقم الأوضاع في الضفة الغربية، سواء من خلال المساعدات الإنسانية والإغاثية، أو الدعم للجهات الدولية مثل الأونروا واليونيسيف وبرنامج الغذاء العالمي، بالإضافة إلى السلطة الفلسطينية. وأشار إلى ضرورة إنهاء ما أسماه سياسة الإفلات من العقاب، مؤكدًا على أهمية محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات واستمرار المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. وقال إنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يلتزم بقواعد القانون الدولي الإنساني.
في السياق ذاته، أشار وزير الخارجية السعودي إلى أن مبادرة السلام العربية التي أُقرت في قمّة بيروت عام 2002 تمثل قاعدة قوية لأي حل عادل وشامل. وأكد على أهمية دعم التحالف الدولي لإنجاح حل الدولتين كإطار للعمل على تنفيذ نتائج المؤتمر وتنسيق الجهود للوصول إلى خطوات واضحة ومحددة لإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية.
من جانبه، صرّح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بأن بلاده تعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، مشددًا على أن غزة أصبحت منطقة مأساوية، واعتبر أن حركة حماس قد ارتكبت العديد من الفظائع. وذكر أن فلسطين ليست مرتبطة فقط بحماس، وأكد على ضرورة نزع سلاح حماس وتعزيز العلاقات الطبيعية بين الفلسطينيين وإسرائيل. ودعا الفلسطينيين إلى أن يتحلوا بالشجاعة لتقديم ضمانات أمنية لإسرائيل للمساعدة في إزالة التوترات وتحقيق الاستقرار. انطلقت أعمال المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين برئاسة مشتركة سعودية – فرنسية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تعليقات