مؤتمر سعودي-فرنسي حول فلسطين في ظل الضغوط الأمريكية والإسرائيلية

التحولات السعودية في الملف الفلسطيني

منحت الولايات المتحدة يوم الأحد الضوء الأخضر للسعودية للتحرك في الملف الفلسطيني، بعد أكثر من عامين من الصمت. يأتي هذا التحول في الوقت الذي فشلت فيه الخطط الأمريكية – الإسرائيلية لتطويع قطاع غزة. وفي هذا السياق، أعلنت السعودية عن تنظيم مؤتمر جديد يتعلق بفلسطين، والذي سيعقد غدًا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، تحت رئاسة مشتركة من فرنسا والسعودية.

اجتماع دولي حول القضية الفلسطينية

كان من المتوقع أن يُعقد المؤتمر قبل فترة، إلا أنه عانى من التأجيل لعدة أسباب غير معروفة، وسط تأكيدات من إسرائيل والولايات المتحدة على رفض حل الدولتين. ومع ذلك، جاءت الخطوة السعودية في وقت يشهد تغييرات في مجريات المواجهات في غزة، حيث قررت سلطات الاحتلال رفع الحصار جزئيًا لأول مرة منذ أشهر. في هذا الإطار، عادت الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات بعد إعلان انسحابها، مما يعكس رغبتها في إعادة تحريك الجهود في القضية الفلسطينية.

لا تزال دوافع توقيت المؤتمر غير واضحة، لكن الولايات المتحدة وإسرائيل اشترطتا على السعودية تحقيق التطبيع مقابل الإعلان عن المؤتمر، إضافةً إلى تشكيل قوات عربية – أممية للانتشار في غزة بعد فشل الاحتلال في السيطرة على الوضع هناك. تشير هذه الخطوة إلى أن الولايات المتحدة تسعى للابتعاد عن المستنقع الفلسطيني، على الأقل عبر توسيع خارطة الدول المطبعة مع إسرائيل، بينما تُلقى مسؤولية ملف غزة في ملعبها، حيث يستمر صمود المقاومة واستبسال الشعب الفلسطيني.

يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه التطورات على المجريات السياسية في المنطقة، وما إذا كانت قادرة على تحقيق تقدم نحو حل يُرضي جميع الأطراف.