السرّ الذي يُقلق نتنياهو في غزة: ليست التهديدات المعتادة كما يُعتقد!

خوف نتنياهو من السلطة الفلسطينية

يعتقد الكاتب والمحلل السياسي عبد الرحمن الراشد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس لديه مخاوف حقيقية بشأن مصير الرهائن في غزة أو من حركة حماس، بل يكمن خوفه الحقيقي في إمكانية عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة. هذا الأمر يعتبر بالنسبة له مصدر قلق كبير، لأنه قد يفتح الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يعتبره تهديدًا لمصالحه وأهداف حكومته.

قلق نتنياهو من عودة السلطة إلى غزة

في ظل الأوضاع الراهنة، يبدو أن نتنياهو يميل إلى تفادي المخاطر التي قد تنجم عن عودة السلطة الفلسطينية. فهو على يقين بأن عودة هذه السلطة ستؤدي إلى المزيد من الاستقرار السياسي والتقدّم نحو حل سلمي للصراع، وهو ما يتعارض مع استراتيجيته الحالية التي تعتمد على إضعاف كل من حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى. يبدو أن استمرار الصراع في غزة هو الوسيلة التي يراها نتنياهو كفيلة بالحد من تأثير السلطة الفلسطينية وضمان عدم استعادة سيطرتها على القطاع.

ولذا، فإن تصرفات نتنياهو وأسلوب إدارته للجوانب العسكرية والسياسية تعكس قلقه الكبير من تداعيات عودة السلطة على الوضع في غزة. إن تأخر حسم الأمور العسكرية وترك الوضع يتصاعد قد يعود إلى حسابات سياسية أكثر منها عسكرية. هذا التخوف قد يؤدي إلى مواصلة القتال حتى الوصول إلى نقاط متقدمة يمكن من خلالها فرض شروطه على أي تسوية مستقبلية. كما أن أي حل سلمي غير مدعوم من نتنياهو قد يمهد الطريق أمام خصومه السياسيين ليعززوا من موقفهم ويعيدوا السلطة الفلسطينية كطرف أساسي في المعادلة الفلسطينية.

بذلك، يخشى نتنياهو أن أي تسوية قد تأتي في المستقبل القريب تتضمن إعادة السلطة إلى غزة قد تعني خسارة كبيرة لإسرائيل في الساحة السياسية، بالإضافة إلى تعزيز حماس كشريك في العملية السياسية، وهو الأمر الذي لا يرغب به بأي شكل. يأمل نتنياهو بأن تبقي الأوضاع في غزة معقدة بما يكفي لتفادي أي جهود لإعادة تأسيس السلطة الفلسطينية هناك، ويبدو أن هذا ما يحدد الكثير من استراتيجياته الحالية تجاه الصراع.