اقتناء حافلات جديدة لتعزيز النقل العام في تونس
عقد مجلس وزاري مضيق برئاسة رئيسة الحكومة سارة الزعفراني الزنزري، يوم الأربعاء، حيث أقر السماح باستيراد 397 حافلة من المملكة العربية السعودية. جاء ذلك خلال جلسة تناولت الاستراتيجيات المستقبلية لتطوير قطاع النقل بهدف تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتعزيز الاقتصاد الوطني. وأكدت الزعفراني الزنزري أن إصلاح قطاع النقل بكافة أنماطه، وخاصة النقل البري، ليس مقتصرًا على استيراد الحافلات أو عربات المترو فحسب، بل يتطلب أيضًا إعداد استراتيجية شاملة لإعادة هيكلة منظومة النقل التي تأثرت جراء سياسات قديمة ومتراكمة.
تطوير منظومة النقل العمومي
رأت رئيسة الحكومة أن قطاع النقل يعتبر شريانًا حيويًا للاقتصاد التونسي ويرتبط بشكل وثيق بالنشاط الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين. وأشارت إلى ضرورة وضع رؤية واضحة للتخطيط طويل الأمد، مع تخصيص الميزانيات اللازمة للاستثمار في هذا القطاع، مع مراعاة النمو السكاني المتزايد والتوسع الحضري السريع لتلبية احتياجات المواطنين.
نفذ المجلس الوزاري كجزء من جهوده لإعادة بناء القطاع العمومي للنقل، وتحسين جودة الخدمات المقدمة فيه، تجسيدًا لتوجهات رئيس الجمهورية قيس سعيد. وقد تناولت الجلسة مواعيد وصول عدد من الحافلات من دول مختلفة، كجزء من الجهود المبذولة لتخفيف معاناة المواطنين في قطاع النقل الذي شهد تراجعًا كبيرًا في مختلف أنحاء البلاد.
استعرض المجلس أيضًا الإجراءات العاجلة المتخذة لتعزيز أسطول النقل العمومي، والتي تشمل استيراد 300 حافلة جديدة من الصين تم توصيلها بين 17 جوان و12 جويلية 2025. كما تم إبرام عقود تتعلق باقتناء 418 حافلة عبر طلب عروض دولي، بالإضافة إلى الإعداد للإعلان عن طلب عروض لتوريد 35 عربة مترو. ومن المقرر أيضًا توقيع اتفاقية خلال سبتمبر 2025 لاستيراد 200 حافلة من سويسرا.
دعت الزعفراني الزنزري كافة الأطراف المعنية إلى الاستعداد لضمان عودة مدرسية وجامعية سلسة من خلال تحديث أسطول النقل وفقًا للمعايير التقنية الدولية. وأشارت إلى أن توزيع الحافلات سيكون في جميع مناطق الجمهورية وفق معايير موضوعية تأخذ في الاعتبار الأولويات، وذلك بهدف فك العزلة عن العديد من المناطق والتخفيف من معاناة المواطنين.
في ختام الجلسة، أكدت رئيسة الحكومة أن سياسة الدولة في مجال النقل ستشهد تحولًا جذريًا عما تم اتباعه في العقود الماضية، حيث سيتم التركيز على الاستثمار في النقل وتطوير وسائل النقل الحديدي.
تعليقات