أهمية تنظيم الإرشاد السياحي وتوثيقه
ظهرت في الفترة الأخيرة محاولات من بعض المرشدين السياحيين للإفصاح عن أحداث تاريخية دون الاعتماد على مراجع علمية موثوقة، مما حول منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة تنافسية تهدف لجذب أكبر عدد من المتابعين. تتساءل “عكاظ” حول ما إذا كان لدى هؤلاء المرشدين تراخيص تسمح لهم بتناول الأحداث التاريخية، أم أن الأمر يعتمد على اجتهاداتهم الشخصية. لماذا لا يتم تصنيف المؤرخين والباحثين والمرشدين؟ ولماذا لا تُعلن وزارة السياحة عن أسماء المرشدين في كل منطقة؟ هل هؤلاء المرشدون يعملون تحت مظلة وزارة السياحة أم تحت إشراف مركز البحوث والدراسات؟
تنظيم المعرفة التاريخية
استطلعت “عكاظ” آراء عدد من المختصين والمهتمين في مجال الأبحاث العلمية والتاريخية، حيث انتقد الباحث والمؤرخ الدكتور تنيضب الفايدي ما أسماه “فوضى البحث العلمي في التاريخ والأحداث”، مشددًا على ضرورة وضع حد لما يعتبره عبثًا تاريخيًا. وأشار إلى وجود أخطاء كبيرة في المعلومات المقدمة من قبل بعض الأشخاص الذين يدّعون أنهم مؤرخون، رغم عدم توفر الشروط الأكاديمية اللازمة. وأكد الفايدي أن الفترة الأخيرة شهدت تدفق معلومات غير دقيقة، مُستشهدًا بتزايد الأشخاص الذين يسميون أنفسهم مؤرخين دون الحصول على مؤهلات أكاديمية رسمية.
من جهته، أكد الباحث التاريخي الدكتور فائز البدراني على أهمية التأهيل المهني للمرشدين السياحيين، وأشار إلى غياب الضوابط والمعايير المهنية اللازمة. وطالب بترخيص رسمي للعمل في مجال الإرشاد السياحي، يحتاج المرشد إلى مؤهلات علمية وإتقان عدة لغات، بالإضافة إلى المهارات اللازمة للتواصل. وحث أيضًا على ضرورة وجود جهة مهنية تتولى تأهيل المرشدين والإشراف على أدائهم.
ويؤكد الباحث عبدالرحمن النزاوي على أهمية وضع شروط قوية للإرشاد السياحي، مثل الجنسية والأخلاق الحميدة والمؤهلات العلمية والدورات الاحترافية. كما يشير إلى ضرورة وجود موقع رسمي يمنح تراخيص ويقيم أداء المرشدين تحت إشراف وزارة السياحة.
أخيرًا، تشدد الباحثة في التاريخ الدكتور نوف المحمدي على وجوب توفر مؤهلات عند المرشدين، مثل الإلمام بالتاريخ المحلي والقدرة على التواصل مع الزوار. ودعت إلى تأسيس جمعية للمرشدين لحماية حقوقهم وضمان تقديم معلومات دقيقة، مما يعكس أهمية وجود تنظيم واضح يحمي ويعزز مهنة الإرشاد السياحي.
تعليقات