مفاوضات الهدنة في غزة: عدم إحراز أي تقدم حتى الآن

استئناف المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن وقف إطلاق النار

في اليوم الثالث على التوالي، استؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين وفدي حماس وإسرائيل (الثلاثاء) في الدوحة لبحث إمكانية الوصول إلى هدنة في قطاع غزة. وأفاد مصدر فلسطيني مطلع أنه لا تقدم ملموساً قد تحقق حتى اللحظة فيما يتعلق بالهدنة.

التفاوض على آليات الاتفاقات العسكرية والإنسانية

وذكرت المصادر أن المفاوضات لا تزال جارية بحضور الوسطاء من مصر وقطر، حيث تركز النقاشات على بحث آليات انسحاب القوات العسكرية الإسرائيلية من قطاع غزة، إدخال المساعدات الإنسانية، ووقف الأعمال القتالية. وأكد المصدر أن المفاوضات تُعتبر «صعبة»، لكنه أعرب عن أمل حماس في أن يقوم الجانب الأمريكي بالضغط على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق شامل يتضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقد انطلقت جولة جديدة من المفاوضات في قطر مساء الأحد الماضي بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بناءً على مقترح قدمه الوسطاء، والذي يُقال إنه يستند إلى رؤية المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.

على الصعيد الميداني، وسع الجيش الإسرائيلي من نطاق العمليات العسكرية في قطاع غزة، اليوم (الثلاثاء)، مع توالي الأعمال القتالية التي وصفت بأنها الأكثر عنفاً منذ عدة أيام، وبالأخص في المناطق الشرقية لمدينة خان يونس. وأكدت المصادر أن تل أبيب تعزز الضغوط العسكرية على حماس من أجل تسريع الجهود نحو التوصل لصفقة للهدنة وتبادل الأسرى.

وبحسب المصادر، أرسل الجيش تعزيزات جديدة من الآليات العسكرية التي بدأت بالفعل بقصف أهداف متعددة داخل المحافظة. كما أسفرت العمليات العسكرية عن شنه هجمات مكثفة على بلدة بيت حانون، وذلك بعد ما وصفته المصادر الإسرائيلية بوقوع قوى عسكرية في كمين نصبه المقاتلون الفلسطينيون، مما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الجنود، تم إخلاؤهم لاحقاً بواسطة مروحيات.

وفي ظل التصعيد، استمر القصف المدفعي والجوي على أحياء الزيتون والشجاعية شرق مدينة غزة، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية والمنازل، وسط غطاء ناري كثيف من الطائرات والمدفعية. وذكرت المصادر الطبية أن عمليات القصف استهدفت مناطق تجمّع النازحين ومدارس كانت تستخدم كمراكز إيواء، مما أدى إلى سقوط ضحايا بين المدنيين.

وفي الوقت الذي تتزايد فيه العمليات العسكرية، تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي في قطاع غزة، حيث تتواصل التحذيرات الدولية من انهيار الخدمات الطبية والإغاثية. يسجل نقص شديد في الغذاء والمياه والأدوية، مع تزايد أعداد النازحين بشكل متسارع.