كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على راتبك وفقاً لطبيعة عملك؟

كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل عملك؟

مع تزايد تطورات الذكاء الاصطناعي، يطرح الكثيرون التساؤل حول مدى أمان وظائفهم. مؤخرًا، ذكر مارتن وولف، كبير معلّقي الشؤون الاقتصادية في صحيفة فايننشال تايمز، أنه اعتقد في وقت ما أن وظيفة البستاني هي الأكثر أمانًا، نظرًا لوجود أبعاد إنسانية يصعب على الذكاء الاصطناعي محاكاتها.

ما الذي سيحدث لوظيفتك؟

غير أن هذا الافتراض شهد تحديًا جديدًا عندما نُشرت تقارير تتحدث عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في البستنة، مثل أنظمة الري الذكية والروبوتات التي تقوم بإزالة الأعشاب الضارة. بينما لا يزال من غير الواضح كيف ستؤثر هذه التقنيات على البستانيين، يشير هذا التطور إلى أهمية التمييز بين “الوظيفة” و”المهمة”، حيث تتكون معظم الوظائف من مجموعة من المهام المختلفة.

على سبيل المثال، يعمل البستاني على مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك جزّ العشب وتشخيص إصابات النباتات. يمكن للأنظمة الذكية أن تسهم في تسهيل العديد من هذه المهام، لكن النتائج قد تتجاوز مجرد استبدال الوظائف. من المحتمل أن تتغير طبيعة العمل ككل، مما يطرح سؤالاً عن كيفية تأثير كل تقنية جديدة في الذكاء الاصطناعي على طريقة عملنا. هل سنجد هذه الوظائف المعدلة أكثر إرضاءً أم سنشعر بأنها أقل جاذبية؟

بالرغم من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يعد مفهومًا حديثًا، فإن النقاش حول تأثير الأتمتة على الوظائف يعود إلى أعوام مضت، حيث واجهت مهن مختلفة مخاطر مشابهة. باختصار، الأسئلة التي نستكشفها اليوم تتعلق بكيفية تأثير كل تقنية جديدة على طبيعة العمل وما إذا كان ذلك سيؤدي إلى وظائف أكثر تحديًا ومتعة أم وظائف أكثر روتينية.

تشير البيانات إلى أن الأتمتة تؤثر على مهام وظيفية معينة بطرق مختلفة، مثلما حدث مع جداول البيانات التي كانت تهدف إلى تسريع مهام المحاسبة، بينما كان جهاز “جينيفر” يساعد في توجيه العمل في المخازن ليجعل المهمة أكثر روتينية. بينما يمكن أن يسهل الذكاء الاصطناعي بعض الجوانب، فإن تأثيره على طبيعة العمل يتفاوت من وظيفة لأخرى.

يتطلب الأمر التفكر في كيفية تغير طبيعة الوظائف في المستقبل. في ورقة بحثية جديدة، تناول باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تأثير الأتمتة على الكتاب المحاسبين وكتّاب المخازن. بينما تخضع كلتا الوظيفتين لأتمتة مماثلة، انتعشت أجور المحاسبين مقارنة بتراجع أجور الموظفين في المخازن. مما يدل على أن النجاح في التعامل مع الأتمتة يعتمد على طبيعة المهام التي تستقبلها الوظيفة وكيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي في العمل.

وفي نهاية المطاف، يمكن أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على الطريقة التي نقوم بها بأعمالنا بطرق قد تجعل بعض الوظائف أكثر تحديًا وإغراء، بينما تجعل الأخرى أقل جاذبية. لذا، من الضروري أن نفكر بعمق حول تأثير التكنولوجيا على مستقبل حياتنا المهنية والرواتب المرتبطة بها.