لم تكن أسرة عمر محمد أبو زيد، أحد ضحايا حادث غرق حفار البترول في خليج السويس، تتوقع أن تكون آخر لحظات وداعه لهم ابتسامة صامتة. فقد تحول البيت الذي كان مليئًا بضحكاته إلى مكان يغمره الحزن والدموع بعد انتقاله إلى العالم الآخر.
تفاصيل الحادث ووفاة عمر أبو زيد
أبو زيد، الذي كان يشعر بقرب نهايته، كما وصف والد زوجته، كان واحدًا من الأربعة ضحايا بين 31 شخصًا غرقوا في الحفار “أدمارين 12” في البحر الأحمر قبالة ساحل السويس. وقد تم إنقاذ 23 شخصًا، ويستمر البحث عن أربعة آخرين.
رحلة الفقد والألم
استرجع والد زوجة الضحية، فتوح بكر، اللحظات الأخيرة من حياة ابنهم، مؤكدًا أنه لم يغادر الحفار هربًا من الموت، بل اختار البقاء لإنقاذ زملائه، وهو ما جعله من بين أول من غرق. وبتأثر شديد في صوته، تحدث بكر إلى “تليجراف مصر”، موضحًا أن عمر متزوج منذ سنتين ونصف، وزوجته طبيبة تحاليل، ولا توجد لهما أبناء، مضيفًا: “لدي أربع بنات فقط، لذا اعتبرت عمر كابني، ولا أستطيع استيعاب فراقه حتى الآن”.
أكد بكر أن زوجة الضحية في حالة انهيار منذ وقوع الحادث، بينما والدته لم تتلق خبر وفاته إلا قبل دفنه مباشرة، وهو الابن الثاني لها من بين أربعة أبناء. لم يستطع بكر حبس دموعه، لكنه أشار إلى أن عمر كان موجودًا في موقع الحادث لإنقاذ زملائه، وعند وقوع الكارثة تمكن من إنقاذ بعضهم، لكن إرهاقه دفعه إلى الغرق في البحر.
وأشار إلى أن فريق الإنقاذ عثر على جثمانه وهو أول ضحية يتم العثور عليها. وتذكر بكر كيف أن عمر كان حاضرًا قبل أربعة أيام من الحادث أثناء اجتماع عائلي، حيث زار والدته لتوديعها قبل سفره، ما جعل وداعه أشبه برؤية أخيرة. وكانت كلمات بكر ملؤها الألم: “كان طيب القلب ومنذ أول مرة رأيته اعتبرته كابني، وكان دائم البر بأهله”.
كما أضاف أن الحفار انقلب به 20 شخصًا، وقد خرج بعضهم مصابًا ويمر بتجارب نفسية صعبة ما زالت تعالج داخل المستشفى. ولخص بكر اللقاء الأخير بعبارات مؤثرة: “كان صامتًا في آخر مرة رأيناه، كأنه يشعر بقرب موته، فقد بدا كأنه يودعنا بنظرة أخيرة”.
تعليقات