11:48 ص – الأربعاء 2 يوليو 2025

مدينة مصرية قديمة
كتب
شيماء حلمي
سلطت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية الضوء اليوم على اكتشاف علماء الآثار لمدينة مصرية قديمة كانت مفقودة منذ زمن طويل، يعود تاريخها إلى 2500 عام.
توجد المدينة المسماة “إيمت” على بُعد حوالي 10 كيلومترات جنوب تانيس في دلتا النيل، وكانت مركزاً نابضاً بالحياة دينياً واقتصادياً في القرن الرابع قبل الميلاد. وكشفت الحفريات عن بقايا لمخازن الحبوب وأقلام للحيوانات ومبنى احتفالي مستخدم لعبادة الإلهة وادجيت ذات رأس الكوبرا. كما عُثر على أبراج سكنية ضخمة متعددة الطوابق، مما يدل على الازدهار السكاني السريع في المدينة.
يقول الدكتور نيكي نيلسن، عالم الآثار من جامعة مانشستر، الذي أشرف على الحفريات، إن هذه الأبراج السكنية نادرة الوجود في أماكن أخرى بمصر، مما يدل على أن “إيمت” كانت مدينة مزدهرة تتمتع ببنية تحتية حضرية معقدة.
اكتشاف مدينة إيمت القديمة
تعاون الباحثون مع جامعة مدينة السادات في اكتشاف المدينة باستخدام تقنية الاستشعار عن بُعد، حيث تمكنوا من تحديد الهياكل القديمة المبنية من الطوب اللبن من خلال دراسة صور الأقمار الصناعية عالية الدقة. ويعتقد علماء الآثار أن “إيمت” كانت مأهولة بالسكان منذ عام 1550 قبل الميلاد، وكانت عاصمة منطقتها الإداري.
تشير الحفريات إلى أن المدينة بلغت ذروتها في أواخر العصر المصري، حيث كانت فترة الحكم المصري الأخيرة وأوج سلالة البطالمة قبل دخول الإسكندر الأكبر المنطقة.
أظهرت الحفريات بقايا معمارية كثيفة، بما في ذلك منطقة مرصوفة لمعالجة الحبوب وحظائر للحيوانات، تعكس اقتصاداً محلياً نشطاً. كما تم اكتشاف عدد من المباني البرجية الكبيرة بجدران سميكة، تم بناؤها لاستيعاب النمو الحضري السريع.
في موقع آخر، تم التعرف على بقايا أنشطة دينية مخصصة لإلهة المدينة وادجيت. وتظهر الاكتشافات الأدلة على الطقوس والتبرعات التي كانت تُقدَّم في المعابد، بما في ذلك تماثيل خزفية صغيرة.
تستمر الاكتشافات المذهلة في تسليط الضوء على الحياة اليومية في المدينة القديمة، حيث عُثر أيضاً على مجموعة من القطع الأثرية التي تسلط الضوء على الحياة الروحية والاجتماعية لسكان “إيمت”.
تاريخ المدينة القديمة
خلال الحفريات، عُثر على خشخيشة نحاسية تحمل وجه الإلهة حتحور، مما يشير إلى الدور المهم الذي لعبته الممارسات الدينية في الحياة اليومية. كما تم استخراج تمثال أوشابتي من الخزف الأخضر، يبرز الممارسات الجنائزية في تلك الفترة.
تمثل هذه الاكتشافات نافذة ثمينة على الحياة اليومية لمصر القديمة وفهم معتقداتهم، حيث يجمع الدكتور نيلسن بين الآثار الكثيرة للاستفادة من رؤية شاملة للحياة والسكان في تلك الحقبة التاريخية.
تعليقات