السعودية تختتم مشاركتها في BIO 2025 بتوقيع اتفاقيات بارزة

مشاركة المملكة في مؤتمر التقنية الحيوية الدولي

اختتم الوفد السعودي مشاركته البارزة في مؤتمر BIO الدولي للتقنية الحيوية الذي أقيم في مدينة بوسطن الأمريكية، حيث تم الإعلان عن توقيع أكثر من 17 اتفاقية تعاون ومذكرات تفاهم مع شركات ومؤسسات دولية مرموقة في هذا المجال. تعكس هذه الخطوة التوجه الإستراتيجي للمملكة نحو تعزيز مكانتها كمركز ناشئ للابتكار الصحي والتقنية الحيوية على مستوى العالم. جاءت هذه المشاركة ضمن جناح سعودي رسمي تقوده وزارة الصحة، بمشاركة 25 جهة حكومية وخاصة من مختلف القطاعات الحيوية، بما في ذلك الصحية والتربوية والبحثية والاستثمارية، بهدف تعزيز الشراكات الدولية واستكشاف فرص التعاون وتبادل الخبرات في مجالات التقنيات الطبية والبحث العلمي.

مشاركة بارزة ونجاحات ملحوظة

تعد هذه المشاركة الأولى من نوعها للمملكة في هذا الحدث العالمي، حيث كان الجناح السعودي أحد أكبر الأجنحة الدولية، مما جذب أنظار الزوار والمختصين طوال أيام المؤتمر الأربعة. استقطب الجناح أكثر من 6000 زائر من مختلف الجنسيات، واستضاف العديد من الفعاليات البارزة، مثل جلسة حوارية رفيعة المستوى بمشاركة عدد من المسؤولين والخبراء دوليين، وحفل استقبال لكبار الشخصيات حضره أكثر من 300 من صناع القرار، بالإضافة إلى إطلاق “المسرعة الحيوية” بمشاركة 8 شركات سعودية ناشئة، مما يسهم في دعم الابتكار المحلي وتمكين رواد الأعمال في مجالات التقنية الحيوية.

اجتماعات استراتيجية مع الشركات العالمية

بعد انتهاء المؤتمر، واصل الوفد السعودي نشاطه بزيارة عدد من الشركات الكبرى والمؤسسات البحثية في مدينة سان فرانسيسكو، حيث تم إجراء أكثر من 50 اجتماعًا ثنائيًا مع قيادات شركات عالمية ومراكز بحث متقدمة. تناولت الاجتماعات بحث فرص التعاون في مجالات التقنية الحيوية، والصناعات الدوائية، والتقنيات الرقمية الصحية، إلى جانب تعزيز فرص الاستثمار في المملكة.

التوجه نحو المستقبل

تعكس هذه المشاركة الفاعلة التزام المملكة بتحقيق التحول في القطاع الصحي من خلال تبني حلول مبتكرة ومستدامة تعتمد على البحث والتطوير، وتعزيز المحتوى المحلي بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030. تركز هذه الرؤية على الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية، والتي تهدف إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي في قطاع الأدوية واللقاحات، وبرنامج تحوّل القطاع الصحي بهدف تحسين جودة الخدمات الصحية عبر التقنيات الحديثة. كما تسعى المملكة لبناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر من خلال تحفيز الابتكار وتمكين الشركات الناشئة وفتح آفاق التصدير والمنافسة العالمية.

تجسد هذه المشاركة التقدم الكبير الذي حققته المملكة في مجال التقنية الحيوية، وتؤكد على التزامها الدائم بخلق بيئة حاضنة وممكنة للابتكار في القطاع الصحي، مما يعزز مكانتها في خريطة الابتكار العالمية ويحولها إلى وجهة مفضلة للاستثمارات في الصناعات الصحية والتقنية.