فريق بحث أمريكي يخترع تقنية مبتكرة لتعزيز علاج أورام الرئة – أخبار السعودية

استخدام الذكاء الاصطناعي في اكتشاف أورام الرئة

طور باحثون من جامعة نورثويسترن الأمريكية أداة ذكاء اصطناعي مبتكرة تُعرف باسم iSeg، وقد أظهرت كفاءتها في اكتشاف أورام الرئة عبر تحليل صور الأشعة المقطعية بدقة تتساوى مع خبرات الأطباء المختصين. هذه الأداة قادرة على تحديد مناطق قد تكون غير مرئية بالفحص اليدوي، والتي تعتبر حيوية للعلاج، مما يفتح آفاق جديدة لتحسين دقة العلاجات المتعلقة بالسرطان.

التحسين في العلاج الإشعاعي

تحقيق الدقة في العلاج الإشعاعي للسرطان يعد أمراً أساسياً لإنقاذ الأرواح، حيث يتطلب من أطباء الأورام تحديد حجم وموقع الورم بدقة قبل توجيه جرعات إشعاعية عالية تساهم في تدمير الخلايا السرطانية مع الحرص على حماية الأنسجة السليمة المحيطة. تعتبر هذه العملية حتى الآن يدوية، مما يتطلب وقتاً طويلاً ويعتمد على مستوى دقة الأطباء، مما قد يؤدي إلى عدم اكتشاف بعض المناطق الحيوية داخل الورم.

تعتبر أداة iSeg الأولى من نوعها التي تستخدم تقنية التعلم العميق ثلاثي الأبعاد، وتتميز بقدرتها على تتبع حركة الورم خلال تنفس المريض، مما يمثل خطوة هامة نحو تحسين خطط العلاج الإشعاعي بشكل دقيق. تم تدريب الأداة عبر مجموعة واسعة من صور الأشعة المقطعية وخرائط الأورام التي وضعها أطباء من تسعة مراكز علاجية، مما يمنحها نطاقاً في التعلم يتجاوز ما تم تحقيقه في معظم الدراسات السابقة التي اعتمدت في تدريبها على بيانات من مستشفى واحد فقط.

عندما تم اختبار الأداة على صور مأخوذة من مرضى لم يتم استخدامها عليهم سابقاً، أظهرت نتائج تعادل دقة الأطباء في تحديد حدود الأورام، بغض النظر عن المستشفى أو نوع الفحص المطبق. كما كشفت الأداة عن مواقع إضافية لم يلاحظها بعض الأطباء، وتبين أن هذه المواقع إذا تُركت دون علاج قد تكون مرتبطة بوجود نتائج صحية سلبية، مما يشير إلى كفاءة الأداة في الكشف عن مناطق خطر عالية، ويعزز من فرص تحسين معدل الشفاء لدى المرضى.

الآن، يعمل الباحثون على اختبار هذه الأداة في بيئات علاجية حقيقية، بالإضافة إلى توسيع نطاق استخدامها ليشمل أنواع أخرى من الأورام وتطويرها لتتناسب مع تقنيات تصوير متعددة. يسعى الباحثون لأن تسهم هذه التكنولوجيا في تقليل الفجوة في مستوى الرعاية الصحية بين المؤسسات المختلفة، وتحسين نتائج المرضى، لا سيما في المناطق النائية التي تعاني من نقص في الفرق الطبية المتخصصة، مما يساهم في تقديم رعاية دقيقة ومتطورة للمرضى في عدد من المرافق الطبية المختلفة.