سوق الفودو في توغو.. علاج بالرؤوس والجماجم
في عاصمة توغو “لومي”، يتواجد واحد من أكثر الأسواق غرابة في العالم، المعروف بسوق الفودو أو سوق الفيتش. يبيع هذا السوق رؤوس وجماجم الحيوانات، وجلود التماسيح، وريش الطيور، ليس كعناصر للزينة، بل كأدوات تستخدم للعلاج والتداوي.
يعتبر السوق، الذي يشبه الأسواق الشعبية، بمثابة “مستشفى تقليدي” للعديد من السكان المحليين الذين يؤمنون بالعلاج من خلال الطقوس والمعتقدات الفودوية. يُعتقد أن كل جزء من الحيوان له غرض علاجي محدد؛ فالرأس يوفر الحماية، والجلد يعزز الخصوبة، بينما تُستخدم العظام لتسكين الآلام.
سوق الفيتش في توغو
أثناء زيارة السوق، يلتقي المرضى مع كهنة متخصصين في طقوس الفودو، حيث يعرضون مشكلاتهم الصحية. يتولى الكاهن مهمة “الكشف” باستخدام قشور المحار لتحديد العلاج المناسب، الذي قد يتضمن استخدام رأس ضبع أو عشبة نادرة، يتم طحنهما معًا لإنتاج مسحوق أسود يُستخدم إما للتدليك أو يتم وضعه داخل شقوق صغيرة في الجلد.
تتراوح تكلفة الدخول إلى السوق حوالي 3000 فرنك إفريقي (ما يعادل نحو 235 جنيهًا مصريًا)، بينما تتراوح أسعار أدوات العلاج مثل الجماجم أو المخالب بين 10 إلى 20 ألف فرنك (حوالي 780 إلى 1560 جنيهًا مصريًا). وعلى الرغم من أن هذه الأسعار قد لا تُصنف كزهيدة، فإنها تبقى مقبولة بالنظر إلى فعالية العلاج كما يراها السكان.
على الرغم من أن هذه الممارسات قد تبدو غريبة أو خرافية للعديد من الأشخاص، إلا أنها تعكس جزءًا أصيلاً من الثقافة التوغولية، مما يُظهر تراثًا ومعتقدات تمتد إلى قرون طويلة. بينما يختار البعض في العالم الاتجاه نحو المستشفيات والأطباء، لا يزال هناك من يجد في هذا السوق بديلاً للعلاج وملاذًا للشفاء، وفقًا لرؤيتهم الخاصة.
تعليقات