تحركات مكثفة نحو اتفاق حول غزة: هل يضطر نتنياهو للذهاب إلى الانتخابات؟

تتزايد الدلائل على إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب ينهي الصراع في غزة، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان بنيامين نتنياهو سيستغل هذه اللحظة لإجراء انتخابات جديدة.

اتفاق حول غزة وتأثيره على انتخابات نتنياهو

يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الاستفادة من الإنجازات المتحققة في الصراع مع إيران من أجل تحقيق تقدم في الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، مع تكثيف الجهود من أجل تحقيق سلام في المنطقة. تشير العديد من التقارير إلى أن الإدارة الأمريكية تُشجع نتنياهو على إنهاء الصراع المستمر في غزة، إذ يُعزز ذلك من موقف إسرائيل ويشجع دول أخرى في الشرق الأوسط على توقيع اتفاقيات سلام معها.

إتمام الاتفاقيات والسلام الدائم

في هذا السياق، يجري نتنياهو مناقشات أمنية تتعلق بالصراع في غزة، مع التركيز على محادثات الإفراج عن الرهائن. ومع ذلك، لا تزال هناك خلافات بين إسرائيل وحماس حول تفاصيل إنهاء الصراع. وتفيد مصادر إسرائيلية بأن حماس في وضع ضعيف للغاية، مما قد يساهم في تعزيز فرص التوصل إلى اتفاق قريب. إذ فقدت الحركة دعمها الإيراني وتتسارع الضغوط من داخل غزة لإنهاء القتال والتمهيد لخروجها من الأزمة.

كما أُلغيت الأوامر السابقة لاستدعاء الاحتياط، ما قد يُفسر على أنه مؤشر على اتجاه إسرائيل نحو إنهاء الصراع. بالنظر إلى الوضع، يتوجه نتنياهو إلى واشنطن لتقديم صفقة بشأن الرهائن وتوسيع العلاقات مع سوريا والدول العربية والإسلامية. هناك شعور متزايد بأن التنسيق مع الدول المجاورة يعتمد بشكل كبير على قدرة ترامب على إنهاء الحرب في غزة.

من جهة أخرى، يعرب بعض القادة في الحكومة الإسرائيلية عن مخاوفهم من مخاطر التوصل إلى اتفاقيات مع الدول العربية، حيث قد يُعتبر ذلك تطورًا مرهقًا للحزب الحاكم وقد يفتح المجال لانتخابات مبكرة. ويعبر الخبراء عن قلقهم بأن الأوضاع في غزة قد تشكل عائقًا أمام أي خطط انتخابية مستقبلية لنتنياهو. إذ لا يمكن الذهاب إلى الانتخابات بينما يستمر الصراع، ولذلك يُعتبر من الضروري تقديم إنجازات ملموسة تساهم في تحسين الوضع العام.

علاوة على ذلك، تواجه الحكومة الحالية العديد من التحديات، ومن المحتمل أن تُؤثر نتائج التطورات في غزة بشكل مباشر على مستقبل نتنياهو السياسي. لديه ثلاث خيارات في الوقت الحالي: المضي قدمًا نحو الانتخابات، أو تقديم إنجازات في غزة، أو الابتعاد عن الساحة العملية كفائز. لكنه يعلم جيدًا أن النجاح في غزة سيكون له وزن كبير في العيون الانتخابية، ويجب أن يتجلى ذلك في الحملات المرتقبة التي قد تأتي بعد انتهاء الصراع.