جهود السلام في السودان: اجتماع المجموعة الاستشارية
التقى نائب وزير الخارجية السعودي وليد بن عبدالكريم الخريجي، يوم الخميس، مساعد وزير الخارجية المصري مدير إدارة السودان وجنوب السودان، السفير ياسر سرور، في إطار اجتماع المجموعة الاستشارية المعنية بتنظيم مبادرات السلام في السودان الذي عُقد في بروكسل. الاجتماع الرابع لهذه المجموعة جاء لاستكشاف سبل تحسين وتنسيق الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في السودان، في ظل الأوضاع الحالية.
تنسيق المبادرات الأمنية
خلال الاجتماع، أكد الخريجي على أهمية استقرار السودان وحفظ أمنه ووحدته وسلامة أراضيه، مشددًا على ضرورة حماية مؤسساته ومقدراته. وأشار إلى أن هذا الاستقرار يشكل أساسًا لتعزيز الأمن الإقليمي والتعاون الجماعي بين الدول العربية والإفريقية. كما التقى الخريجي بالمبعوثين الدوليين المعنيين بالسودان، بما في ذلك المبعوث الأمريكي الخاص والمبعوث الأممي، حيث ناقش معهم سبل دعم جهود تحقيق السلام.
وكرّر الخريجي التزام المملكة العربية السعودية ببذل الجهود اللازمة لإنهاء الحرب في السودان، ومواجهة التدخلات الخارجية التي تؤجج الصراع وتؤثر سلبًا على الوحدة الوطنية. كما أكد على أهمية استئناف المفاوضات بين أطراف النزاع من خلال منبر جدة، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية.
علاوة على ذلك، شدد الخريجي على ضرورة عدم التسامح مع أي إجراءات أو خطوات غير شرعية قد تؤثر على وحدة السودان، ودعا إلى احترام إرادة الشعب السوداني، بما في ذلك المحاولات لتشكيل حكومة موازية.
في ختام الاجتماع، اتفق المشاركون على ضرورة استجابة فورية لمعالجة الوضع المؤلم في السودان، وأكدوا التزامهم بوحدة البلاد وسلامتها. تم تناول قضايا خفض التصعيد والحوار السياسي، فضلاً عن أهمية تقديم المساعدات الإنسانية والامتثال للقانون الدولي الإنساني. وبرزت الحاجة الملحة للتعاون الجماعي لاستعادة المسار الانتقالي المدني، وتحسين ظروف المعيشة للسكان المتضررين، خصوصًا النساء والشباب.
تكلفة عدم اتخاذ خطوات فعالة في السودان لن تتوقف عند الأبعاد الإنسانية فحسب، بل تشمل أيضًا الضرر الكبير الذي تلحقه الحرب بالاستقرار الأمني والتنمية في المنطقة. لذا، يبقى العمل الجماعي ضرورة ملحة لتجاوز التحديات الراهنة والمضي نحو إعادة بناء ما دمرته الصراعات.
تعليقات