«الداخلية السورية: منفذو هجوم الكنيسة عناصر من داعش جاءوا من مخيم الهول»

تفاصيل جديدة حول خلية داعش المتورطة في تفجير كنيسة مار إلياس

كشف المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، عن معلومات إضافية بشأن خلية تنظيم داعش الإرهابي التي كانت مسؤولة عن التفجير المأساوي في كنيسة مار إلياس بحي الدويلعة بالعاصمة دمشق، والذي أسفر عن مقتل 27 شخصًا وجرح العشرات. وأكد البابا أن هذه الخلية مرتبطة بشكل مباشر بتنظيم داعش، وليس لها علاقة بأي جهات دعوية أخرى.

وأشار المتحدث، خلال مؤتمر صحفي، إلى أن أعضاء الخلية الإرهابية قدموا من مخيم الهول، حيث أدلى أحد المعتقلين باعترافات تدل على أماكن تواجد بقية أفراد الخلية، مما سمح بتنفيذ سلسلة من المداهمات التي أدت إلى اعتقال جميع أفراد الخلية ومصادرة الأسلحة والمتفجرات التي كانوا يحملونها.

تفاصيل حول قيادة الخلية الإرهابية

أضاف البابا أن التحقيقات الأولية أثبتت أن الخلية تتبع لتنظيم داعش بشكل رسمي، ويقودها سوري يُدعى محمد عبد الإله الجميلي، المعروف بلقب “أبو عماد الجميلي”، الذي كان يشغل منصب “والي الصحراء” في التنظيم، وهو من سكان منطقة الحجر الأسود بجنوب دمشق. وسيتم نشر اعترافاته بعد انتهاء التحقيقات.

فيما يتعلق بالانتحاريين اللذين نفذا الاعتداء، أوضح أن الانتحاري الذي قام بتفجير نفسه داخل الكنيسة، والآخر الذي تم القبض عليه قبل تنفيذ هجوميته، كلاهما غير سوريين، وقد قدموا من البادية السورية بمساعدة الجميلي، مستغلين الفوضى الأمنية التي تلت تحرير العاصمة. وقد تمكنت الأجهزة الأمنية، من خلال تتبع المعلومات الميدانية وتطبيق الأدلة التقنية، من تحديد هوية الشخص الذي نقل الانتحاري الأول إلى الكنيسة.

خلال العملية الأمنية، اندلعت اشتباكات بين قوات المهمات الخاصة وشخصين، مما أدى إلى تحييد سائق الدراجة النارية التي أوصلت الانتحاري الأول، بينما أصيب الشخص الثاني والذي تبين لاحقًا أنه كان ينقل الانتحاري الثاني إلى مقام السيدة زينب لتنفيذ تفجير آخر.

وأكد البابا أن الانتحاري الذي تم القبض عليه ساعد في تحديد موقع الوكر الذي خرجت منه الخلية، حيث تم مداهمة هذا الموقع واعتقال أبو عماد الجميلي، الذي أرشد القوات إلى أماكن إضافية تخزين الأسلحة والمتفجرات التابعة للتنظيم. وقد تم أيضًا إحباط خطة لتفجير جديد باستخدام دراجة نارية كان من المخطط استخدامها لاستهداف مدنيين في دمشق.

كما أشار إلى أن وزارة الداخلية تسعى إلى اتخاذ خطوات متوازية بين الجوانب الأمنية والاجتماعية لمواجهة جهود تنظيم داعش في إحداث ثغرات أمنية، مؤكدًا التزام الوزارة بحماية المواطنين السوريين.

في الختام، هيمن مشهد حزن كبير على سوريا اليوم خلال تشييع ضحايا التفجير، إذ شهدت كنيسة الصليب في حي القصاع قداسًا جنائزيًا وسط إجراءات أمنية مشددة، بحضور رجال دين مسيحي وذوي الضحايا وممثلين عن المجتمع المدني.