طريق مكة: نجاح الحج بفضل التنظيم والتفاني

نجاح موسم حج 1446هـ

انتهى موسم حج 1446هـ -ولله الحمد- بنجاح ملحوظ يظهر الاحترافية المتطورة التي وصلت إليها الأجهزة السعودية في إدارة هذا الملف الهام، وذلك تحت قيادة حكيمة ورعاية مستمرة من قِبل قيادتنا. وقد تميز هذا العام عن الأعوام السابقة بارتقاء مستوى الخدمات المقدمة، مما يدل على تقدم المنظومة بشكل مستمر.

تميز موسم الحج

من بين المبادرات البارزة التي تم تنفيذها خلال هذا الموسم، تأتي مبادرة (طريق مكة)، التي تعتبر جزءًا من برنامج (خدمة ضيوف الرحمن) الذي تقدمه وزارة الداخلية. هذه المبادرة تُظهر الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة المملكة في ظل العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. وتستمر هذه الرسالة العظيمة في خدمة ضيوف الرحمن منذ تأسيس المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.

تقوم فكرة مبادرة (طريق مكة) على تمكين الحجاج القادمين من الخارج من إنهاء إجراءات دخولهم إلى المملكة من خلال مطارات بلادهم، حيث يُسهل انتقالهم بشكل سلس وآمن إلى أماكن إقامتهم في مكة المكرمة أو المدينة المنورة. تبدأ العملية بإصدار تأشيرة الحج إلكترونيًا، وتسجيل الخصائص الحيوية، ثم إنجاز مهام الجوازات في صالة المبادرة في مطار المغادرة بعد التأكد من الالتزام بالاشتراطات الصحية. تشمل الخدمة أيضًا ترميز وفرز الأمتعة لتسهيل نقلها، لينتقل الحجاج مباشرة إلى الحافلات التي تنقلهم إلى مقرات إقامتهم.

لقد بدأت المرحلة التجريبية لهذه المبادرة في موسم حج 1438هـ (2017م) مع حجاج من دولة ماليزيا، ثم أضيفت إندونيسيا في العام التالي، وتوسعت المبادرة لاحقًا لتشمل خمس دول في حج عام 1439هـ. وفي العام 1444هـ (2023م)، شهدت المبادرة تطورًا ملحوظًا إذ شملت حجاجًا من سبع دول، مما أضاف قيمة فريدة لتجربة الحج. حيث تم توفير صالات مخصصة في 11 مطارًا داعمًا لهذا الجهد.

وفقًا للبيانات الرسمية، عدد الحجاج الذين استفادوا من مبادرة (طريق مكة) منذ انطلاقها حتى العام 1444هـ تجاوز 940 ألف حاج. هذه المبادرة تنسجم مع أهداف رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تحسين مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من كافة أنحاء العالم، من خلال التعاون مع هيئات حكومية ومنظمات القطاعين الخاص وغير الربحي لضمان توفير الراحة والأمان لحجاج بيت الله الحرام.