ترامب يربط مصيره برؤية عسكرية تجاه إيران: واشنطن بوست تكشف عن خلفية القرار

الضربة العسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني

أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية يعد خطوة جريئة تهدف للقضاء على برنامج نووي كان يمثل تحدياً للعديد من الرؤساء السابقين، مع تجنب الدخول في صراع طويل الأمد في الشرق الأوسط، وهو ما يرفضه ترامب ومؤيدوه بشدة.

الهجوم على المفاعلات النووية

لفتت الصحيفة الانتباه إلى أن النتائج المترتبة على هذا القرار ستكون لها تأثيرات عميقة على فترة حكم ترامب. فإذا ما تمكنت الضربة من إضعاف إيران بحيث لا تستطيع الرد بقوة، فإن ذلك سيبعث برسالة إلى الصين وروسيا وغيرها من الخصوم، مفادها أن ترامب مستعد لاستخدام القوة العسكرية عند الحاجة. بالمقابل، إذا امتنعت إيران عن قبول شروط ترامب، فسيعلن الرئيس عن وجود أهداف إضافية، مما قد يفتح المجال لصراع أكثر عمقاً وطولاً، وهو ما يثير قلق بعض مؤيديه.

وأوضحت الصحيفة أن خطوة ترامب نحو الهجوم عكست تحولاً في سياساته، حيث أن ترامب كان قد انتقد سابقاً حروب العراق وأدان سياسات سابقيه، ووعد بعدم الانغماس في صراعات لا تحقق مصالح الولايات المتحدة. وخلال الأشهر القليلة الماضية، بدا ترامب مهتماً بالمساعي الدبلوماسية للتفاوض مع إيران، وهو ما كان سبباً في قلق بعض الأعضاء المتشددين في حزبه الجمهوري.

انتهى تعبير هذا التحول بضربة قوية في صباح الأحد، حيث تم استخدام واحدة من أقوى القنابل التقليدية في ترسانة الولايات المتحدة ضد منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية المدفونة تحت الجبال. في خطاب قصير ألقاه ترامب، أعلن عن نجاح العملية، موضحاً أن المنشآت تم تدميرها بشكل كامل، بدون أي إشارة إلى نشر قوات برية.

قدم ترامب تهديداً لإيران، قائلاً: إن الخيار أمامها هو إما السلام أو مواجهة عواقب أكبر بكثير من الأوضاع التي شهدتها مؤخراً، مشيراً إلى قدرة الولايات المتحدة على التقدم في طريق الحرب إذا لزم الأمر. وأضاف أن هناك أهدافاً كثيرة لا تزال قائمة، وإذا لم يتحقق السلام سريعًا، ستتم ملاحقة الأهداف الأخرى بحزم وسرعة.

ومع ذلك، تسلط واشنطن بوست الضوء على أن عدد سكان إيران يتجاوز ضعف عدد سكان العراق، ولديها حكومة أثبتت قدرتها على التعبير عن قوتها على المستوى الخارجي على مدى عقود. وإذا ردت إيران من خلال استهداف القوات أو المواطنين الأمريكيين، فقد يتصاعد الصراع بسرعة، وهو ما دفع رؤساء آخرين إلى التردد في اتخاذ خطوات عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني.