تراجعت ويكيبيديا عن خطتها لاختبار ملخصات المقالات المُعّدّة بتقنية الذكاء الاصطناعي، التي كانت قد أعلنت عنها في وقت سابق من هذا الشهر. لم تنل هذه الفكرة استحسان المحررين، مما دفع مؤسسة ويكيميديا إلى إلغاء الاختبار. كان من المقرر أن تظهر الملخصات عالية التقنية في أعلى المقالات لمستخدمي الأجهزة المحمولة، حيث كان يتعين على القراء الاشتراك لعرضها. ومع ذلك، فقد اقتصرت الملخصات المُعدّة بتقنية الذكاء الاصطناعي على “مجموعة من المقالات” خلال فترة الاختبار التي استمرت أسبوعين.
تفاوتت ردود الفعل من قبل المحررين، حيث عبّر البعض عن آرائهم بسخرية واستهجان، واعتبروا أن استخدام الذكاء الاصطناعي لحلقة تلخيص المقالات قد يكون مضراً. كتب أحد المحررين: “مجرد أن جوجل أطلقت مُلخصاتها المُدمجة بالذكاء الاصطناعي لا يعني أننا بحاجة إلى التفوق عليها، أرجوكم بصدق ألا تُجرّبوا هذا، فهذا سيلحق ضررًا لا رجعة فيه بمصداقيتنا”. وعبّر آخرون عن القلق من أن ويكيبيديا، التي اعتُبرت رمزًا للموثوقية والمصداقية، قد تفقد قيمتها بالانضمام إلى موضة إطلاق ملخصات باستخدام الذكاء الاصطناعي.
لم يقتصر النقد على الفكرة نفسها، بل طال أيضًا عملية التخطيط، حيث انتقد المحررون استبعادهم من مراحل النقاش والتخطيط، وزعموا أن “المناقشة” التي تشير إليها المؤسسة شملت مشاركًا واحدًا فقط، وهو موظف جديد.
وفي رد على الانتقادات، صرّح متحدث باسم مؤسسة ويكيميديا بأنهم يهدفون إلى تحسين تجربة القراءة على ويكيبيديا والمشاريع التابعة لها. أشار إلى أن التجربة الاختيارية، التي استمرت أسبوعين، كانت تهدف إلى تسهيل الوصول إلى المقالات المعقدة لمختلف مستويات القراءة. تم استخدام نموذج Aya المفتوح من Cohere لإنشاء الملخصات، وكان الهدف هو قياس مدى اهتمام المجتمع بمثل هذه الميزة، لضمان بقاء الأفراد في مركز العملية التحريرية للمعلومات المعروضة على الموقع.
لا شك أن التجارب التكنولوجية قد تشكل تحديات جديدة في عالم المعلومات، حيث يتطلب الأمر توازناً دقيقاً بين الابتكار والمصداقية.
تعليقات