الانهيار النفسي والبدني للجنود الإسرائيليين
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن تجارب جديدة لعدد من الجنود الإسرائيليين في الخطوط الأمامية، حيث أظهرت الشهادات حالة الانهيار الجسدي والنفسي التي يعانون منها نتيجة العدوان المستمر على قطاع غزة والذي يدوم منذ 20 شهراً. هذه الشهادات، التي جمعتها الصحفية المتخصصة في الشؤون العسكرية غال غانوت، تكشف الظروف القاسية التي يواجهها الجنود، حيث أصبح اضطراب ما بعد الصدمة ظاهرة شائعة، ليزيد من معاناة الجنود الذين يشعرون بالإرهاق الشديد الناتج عن الصراعات المستمرة.
أزمة نفسية تؤثر على الجنود
وصف “شاحر” (22 عامًا) الجندي في لواء المشاة كيف تحول حماس بداية الصراع إلى شعور بالألم والإرهاق، مشيرًا إلى أنه بعد فترة قصيرة من الاشتباكات في غزة بدأ يدرك مدى صعوبة الموقف. ويعبر عن تخوفه عند تلقّي أوامر جديدة للدخول إلى القطاع، مرجعًا ذلك إلى حالة الذهول والانهيار التي أصابته. كما أشار إلى أن الأطباء اعتبروا حالته مرتبطة بأعراض نفسية، في حين أن القادة يعتبرونها مجرد علامات بسيطة لا تستحق القلق.
الجندي “نعوم” (21 عامًا) الذي من المتوقع أن يُسرح قريبًا، ذكر أنه في البداية كان هناك حماس واضح، لكن الأمور تغيرت مع مرور الوقت، حيث أصبحوا ينتظرون حدوث شيء بدلاً من أن يكونوا نشيطين، مما ولّد شعورًا بالإحباط وفقدان الدافع. وأشار إلى أن الجنود أصبحوا مجرد أرقام في الاستراتيجيات العسكرية، حيث يتم التعامل معهم كموارد وليس كأفراد يتمتعون بحياة وقيمة.
قائد الدبابة “أمير” (23 عامًا) عكس صورة من التمرد الذي يعبر عن حالة من الإرهاق والغضب بين الجنود. حيث أكد أن طاقم دبابة رفض القيام بأمر يعتبره انتحارًا، ولكنه قوبل بالعقوبة بدلاً من الاستماع لمطالبهم. وأوضح أنه رغم الإصرار على تحقيق الأهداف العسكرية، إلا أن الضغط النفسي والاجتماعي أثر بشكل كبير على تحقيق هذه الأهداف.
أما “بن” (24 عامًا)، القناص في وحدة النخبة، فقد تطرق إلى الفارق في الضغوط بين المجندين العاديين واحتياطيين، موضحًا أن حياة الجنود توقفت منذ بداية العمليات العسكرية. مشيرًا إلى أن الضغوط النفسية تتزايد حتى تصل إلى حد الانتحار، في ظل قلة الاهتمام من الحكومة والمجتمع. ويرى أن الأمر يشير إلى عدم تقدير كامل للجنود كأفراد بل كآلات.
مع زيادة الوعي حول حالة الجنود، بدأت منظمات حقوقية في إسرائيل بتنبيه الرأي العام للخطر المحتمل، حيث ذكرت أن العديد من الأمهات تواصلن مع المنظمات لإبلاغهم عن معاناة أبنائهن من الإرهاق والاضطرابات النفسية.
تعليقات