وصلت سفينة مادلين مساء أمس إلى ميناء أسدود الإسرائيلي بعد استيلاء الجيش عليها، حيث تم منعها من الوصول إلى غزة. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن مسؤولين إسرائيليين أفادوا بأنه سيتم نقل النشطاء إلى منشأة احتجاز تمهيدًا لترحيلهم. رافقت الزوارق التابعة للبحرية الإسرائيلية السفينة لمدة نحو 18 ساعة أثناء اقتيادها، والتي كانت تحمل مساعدات لسكان قطاع غزة في محاولة لمواجهة الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم.
وأوضحّت هيئة البث الإسرائيلية أن قوات الكوماندوز البحرية ووحدة سنفير وصلت إلى السفينة عندما كانت في المياه الدولية، مشيرة إلى أن عناصر القوات الإسرائيلية صعدوا عليها وأخذوا السيطرة عليها، مؤكدين أن السفينة “تتجه الآن إلى ميناء أسدود”. وتابع مركز “عدالة” الحقوقي تقارير تفيد بأن “مادلين” وطاقمها لا يزالون في عرض البحر، حيث تواصل البحرية الإسرائيلية سحبها قسريًا نحو ميناء أسدود بعد منعها من الوصول إلى قطاع غزة.
في هذا السياق، اقتحمت قوة “كوماندوز” من البحرية الإسرائيلية صباح أمس السفينة التي كانت في طريقها إلى غزة وعلى متنها 12 متطوعًا يحملون مساعدات إنسانية ضمن أسطول الحرية. وأفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن السفينة ستصل قريبًا إلى ميناء أسدود حيث سيتم التحقيق مع أفراد الطاقم واستجوابهم. وقد أصدر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تعليماته لمنع إدخال أي أجهزة تواصل أو إعلام إلى الزنازين التي من المتوقع أن يُحتجز فيها النشطاء.
من جهته، زعم المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر أن السيطرة على “مادلين” تمت دون أي إصابات، مشيرًا إلى أنه سيتم التأكد من إعادة من كانوا على متنها إلى عائلاتهم في أقرب وقت ممكن. كما أكدت الخارجية الإسرائيلية في بيان لها أن السفينة “تتجه بأمان نحو سواحل إسرائيل، ومن المقرر أن يعود الركاب إلى بلدانهم”.
إسرائيل تنقل نشطاء “مادلين” إلى مطار بن غوريون تمهيدًا لترحيلهم
بعد الأحداث الأخيرة المتعلقة بسفينة مادلين، بات واضحًا أن العمليات العسكرية والنقل تندرج ضمن سياسة الحكومة الإسرائيلية المتعلقة بمواجهة التحديات الإنسانية التي تبرز في المنطقة. وصف متحدثون من الحكومة الإسرائيلية أن العملية تمت بسلاسة وبأقل قدر من الاحتكاكات، بالرغم من الرفض الواضح من قبل النشطاء لمشاهدة المواد التي تقدم رواية تاريخية عن الصراع. ويبدو أن الأحداث المرتبطة بالسفينة تعكس توترات متزايدة مع منظمات تدافع عن حقوق الإنسان وتبرز كذلك أهمية الحوار في فهم القضايا العميقة التي يعاني منها الطرفان.
تحويل النشطاء إلى مطار ترحيل
تتوالى الخطوات المخطط لها من قبل الحكومة الإسرائيلية في سياق معالجة قضية النشطاء. وفي ظل احتدام النقاش حول حقوق الفلسطينيين والاحتلال، يبقى حجم التعقيدات السياسية والاجتماعية عنوانًا بارزًا في المنطقة. وقد تسجل أزمة سفينة مادلين كواحدة من اللحظات التي تعكس التوتر المتبادل، مما يستدعي مزيدًا من النقاش والبحث في سبل الحلول السلمية التي تحقق العدالة للجميع.
تعليقات